ورويدا رويدا على مدى طويل بطيء1 ظلت المواد النسوية تتضاءل، بحجة عدم الإثقال على الفتاة, أو بأية حجة أخرى! وتقترب المناهج بين البنات والبنين حتى صارت متطابقة تماما في آخر الأمر. مناهج رجالية كاملة!!

ورويدا رويدا كذلك وبنفس البطء بدأت فتاة المدرسة تتحلل من القيود الصارمة التي فرضت عليها -بعناية- في مبدأ الأمر! فلم تعد السيارة مغطاة بالستائر، ولم يعد ذووها يوصلونها إلى المدرسة أو يعودون بها إلى البيت!

وجاء الوقت الذي تقدمت فيه الفتيات إلى الشهادة الثانوية على مناهج البنين كاملة بلا زيادة ولا نقصان، وحدثت "المعجزة" فنجحت الفتيات في الامتحان الموضوع أصلا للبنين، بل تفوقن عليهم في غير قليل من الحالات!

وحدثت ضجة هائلة -في الصحافة بصفة خاصة- لم تهدأ من قريب!

ها هي ذي الفتاة التي قلتم عنها إنها لا تفهم ولا تستطيع أن تتعلم, ها هي ذي التي قلتم عنها إنها أقل ذكاء من الفتى, وأقل قدرة على الاستيعاب, ها هي ذي التي قلتم عنها إنها لا تصلح -إن صلحت على الإطلاق- إلا للمناهج النسوية الخالصة, ها هي ذي تدخل ذات الامتحان مع الفتى فتجاريه بل تتفوق عليه!

أرأيتم أيها الرجعيون؟! أرأيتم أيها الظالمون؟! أرأيتم يا جنس الرجال؟ أيها المغرورون أيها المتعصبون.

ولئن كان نجاح الفتاة قد قوبل بالاستغراب الكامل في الغرب، فما ينبغي أن يستغرب في الحقيقة، فقدرة الفتاة على التحصيل العلمي لا تفترق عن قدرة الفتى حين تتخصص لها وتوليها جهدها ... أما تفوق الفتاة أحيانا فقد كان مرجعه إلى روح التحدي من جهة، وانقطاع الفتاة للاستذكار في المنزل بينما الأولاد مشغولون -في الشارع- بألوان من النشاط لا تمارسها الفتيات في ذلك الحين!

وليست القضية -كما أثارتها الجاهلية من جانبيها، جانب المعارضة وجانب التأييد- هي القدرة على التحصيل على ذات المستوى عند كل من الجنسين، إنما القضية هي الإعداد المناسب لوظيفة كل من الجنسين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015