لليهود أن ينشئوا للمرأة قضية؟ ولولا أن تلك الجاهلية حرمتها من التعليم تحقيرا وامتهانا لها فمن أين كان لليهود أن يوسعوا القضية حتى تشمل تعليم المرأة، ثم يحدثوا عن طريق تعليمها كل ما أحدثوا من الفساد؟!

كلا! إن "الأمميين" هم الذين يتيحون الفرصة -بأعمالهم- ليستحمرهم شعب الله المختار ويركب ظهورهم، ولولا أعمالهم الخطائة تلك ما استطاع شعب اله المختار أن يركب, مهما كان في قلبه من الغل، ومهما كان في عقله من التدبير.

ونمضي مع قصة تعليم المرأة فنجد المعارضة الثائرة في أول الأمر، ثم نجد هذه المعارضة تخفت رويدا رويدا ويمضي ما كان يبدو مستحيلا في مبدأ الطريق!

عند بدء المعركة طالب المطالبون بإنشاء تعليم لا يبعد المرأة إبعادا كاملا عن وظيفتها، وإن كان يبعدها -دون شك- إلى حد غير قليل! فقد أنشئ لها تعليم "نسوي" يحوي العلوم التي تعطى للأولاد، مضافا إليها دروس في تدبير المنزل ورعاية النشء وبعض الفنون النسوية كشغل الإبرة والتفصيل والخياطة.. إلخ، وكان هذا مجرد خطوة في الطرق، حتى يحين الوقت الذي تلغى فيه المواد النسوية إلغاء كاملا ويتم "ترجيل" المرأة.

كذلك طالب المطالبون بتوفير الصيانة الخلقية التامة للفتاة التي تذهب إلى المدرسة، فتذهب وتعود في سيارة مقفلة مغطاة بالستائر، أو يذهب معها ذووها ويعودون بها بحيث لا تتعرض للفتنة في الطريق!

والحكمة في هذا وذاك واضحة!

فلو أن المخططين كشفوا عن وجوههم دفعة واحدة، ودفعوا الفتاة الذاهبة إلى المدرسة للتبرج من أول لحظة، أو دفعوها للانسلاخ الكامل من أنوثتها فأي أب كان يبعث بابنته إلى المدرسة، والتيار المعارض جارف والحملة ضد تعليم المرأة قائمة على قدم وساق؟!

لا بد من طمأنة أولياء الأمور طمأنة كاملة في مبدأ الطريق، حتى يرسلوا ببناتهم إلى المدرسة وعندئذ -بعد أن يذهبن بالفعل- يكون لنا معهن دور أي دور!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015