وطبيعتها من رعاية النشء "لأن عقلها صغير كعقل الأطفال فهي أقرب إلى مستواهم ومن ثم فهي أصلح لتربيتهم في سنواتهم الأولى حتى "يعقلوا" فيتولاهم الرجال" وإدارة شئون المنزل والغزل اليدوي والنسيج اليدوي وما أشبه ذلك من الفنون.
أما العلم فلا! تلك مزية الرجل التي حباه الله بها فاختص بها خلال القرون.
أوتجيء المرأة اليوم فتنازعه هذا الاختصاص؟! وأنى لها وهي لم تهيأ أصلا لتلقي التعليم؟
وماذا تفعل بالتعليم بعد أن تتزوج وتصبح ربة بيت؟ فعندئذ تستوي المتعلمة والجاهلة، إذ إن هذا أمر تقوم به الجاهلة خير قيام ولا يلزمها من أجله العلم، ولن تقوم به المتعلمة خيرا منها، بل قد تتفوق الجاهلة عليها؛ لأنها نالت من الدربة والخبرة فيه ما لا يتاح للمتعلمة التي تقضي شطر وقتها بعيدا عن البيت، وهو الميدان الأصلي للتدريب.
ولقد كان في هذا الكلام كثير من الأباطيل ولا شك، وكان متأثرا تأثرا شديدا بالنظرة الكنسية المتزمتة إلى الجنس وإلى المرأة التي يتمثل فيها الجنس بالنسبة إلى الرجل، تلك النظرة التي وصلت إلى حد أن "فلاسفة" في القرن السابع عشر كانت "تتفلسف" في هذا الشأن فتتساءل: هل للمرأة روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هي روح إنسانية أم روح حيوانية؟ وإذا كانت روحا إنسانية فهل هي من جنس روح الرجل أم من درجة أدنى؟!
ولكن وجها واحدا للحق كان قائما في هذا الكلام كله المحتوي على كل تلك الأباطيل، هو أن التعليم -على النحو الذي كان يراد ويخطط له- كان يشغل المرأة عن وظيفتها الأساسية ويحولها إلى وجهات أخرى تتلقفها فيها الشياطين!
هل اليهود ينشئون الأحداث على هواهم بتدبيرهم الماكر كما يقول وليم كار؟!
كلا! إنما هم يستغلون الأحداث، ويتربصون لينفذوا من أي ثغرة تعرض لهم في حياة "الأمميين" ولكنهم لا ينشئون الأحداث من عند أنفسهم مهما خططوا ومهما دبروا مئات من السنين أو ألوفا من السنين!
فلولا أن الجاهلية الأوروبية شغلت المرأة بنصف أجر الرجل، فمن أين كان