الشائن؟! وهم يشربون السم الذي يقدمونه لهم بلا روية, سم يمسخ الأرواح ويذهب بالعقول.

وأيا كانت التعللات التي قدمت لتبرير البغاء، وتبرير إشراف الدولة عليه ورعايته، فهي سخرية المساخر في الجاهلية المعاصرة، وقمة من قمم التمكن اليهودي من "الحمير الذين خلقهم الله ليركبهم شعب الله المختار"!

ورويدا رويدا أصبح البغاء الرسمي وغير الرسمي حقيقة واقعة في المجتمع له صفة "الشرعية" الكاملة، وتتحدث عن "تنظيمه" القوانين. وأصبح الذي يستنكر هذه الأوضاع رجعيا متزمتا، أو جاهلا مخرفا, أو منافقا تافها، أو "مثاليا" يعيش في الأوهام! وأصبحت هذه هي "الواقعية" الجديدة التي يدافع عنها الكتاب والخطباء والصحفيون والقصصيون والروائيون.

والمحللون النفسانيون!!

غير أن المسألة لم تقف عند هذا الحد، وإنما "تطورت" كثيرا فقد كثر العاملات في المصانع، اللواتي يقمن بنفس العمل ويتناولن نصف الأجر، بسبب استمرار هجرة العمال إلى المدينة وترك أسرهم بلا عائل, فأصبحت لهن "قضية" قضية المساواة في الأجر مع الرجل, وهي قضية عادلة دون شك، أيا كانت الظروف التي أدت إليها والملابسات التي أحاطت بها والنتائج التي ترتبت عليها فحين يعمل الرجل والمرأة نفس العمل، ويقومان بنفس الجهد، فأي مبرر في الأرض يبرر أن يأخذ أحدهما نصف الآخر1.

ولكن الجاهلية الأوروبية التي لم تحكم قط بما أنزل الله قد ارتضت هذا الأمر، ورأت فيه شيئا طبيعيا لا يبعث على الاستنكار!

ولكن النساء اللواتي وقع عليهن الغبن رأين -أو رؤي لهن- أن يطالبن بحقوقهن المسلوبة نقول: رؤي لهن؛ لأن التاريخ يشهد أنه كان هناك دائما محرك يحرك الأمور.

وسواء كان اليهود هم الذين حركوا "القضية" أم قوم طيبون أخذتهم الشفقة بالمظلومات فطالبوا لهن بحقوقهن، فلا شك أن اليهود استغلوا الظروف لصالح مخططاتهم، وشدوا الخيط إلى أقصى ما يمكن أن ينشد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015