امرأة. وهكذا لا توجد امرأة في المجتمع الاسلامي الذي تحكمه شريعة الله تضطر إلى العمل لكي تعول نفسها فضلا عن أن تعول سواها كما حدث في المجتع الصناعي "المتطور"!
أما في تلك الجاهلية فقد وجد في الريف نساء كثيرات بغير عائل؛ لأن عائلهن تركهن وذهب إلى المدينة ثم عجز عن الإنفاق عليهن أو شغله البغاء عن بناء أسرة وتحمل تكاليفها.
وشيئا فشيئا اضطر هؤلاء النساء إلى الهجرة إلى المدينة للعمل هناك، حيث التقطهن أصحاب المصانع يضربون بهن حركات العمال المطالبة بتخفيض ساعات العمل وزيادة الأجور, وعاملتهن الجاهلية بتلك الفظاظة الفذة، فأعطتهن نصف الأجر على نفس العمل ونفس الساعات!
ولكن الأمر لم يقف مع الجاهلية عند هذا الحد, فالمرأة دائما "صيد" والمرأة المحتاجة صيد ميسر!
وساومها "الرجل" الذي تعمل عنده.. إما أن تفرط في عرضها وإما أن تعود إلى الجوع الذي فرت منه!
ولم تكن الجوعة في الحقيقة هي جوعة المعدة فحسب، وإن كات هذه كافية للسقوط! إنما كان إلى جانبها الحاجة الفطرية الطبيعية إلى الجنس، والحاجة إلى اللباس والزينة وهي بالنسبة للمرأة ليست كلها كماليات! وسقط من "الرعيل" الأول من العاملات من سقط, وفتحن الطريق! ووجد اليهود صيدا سهلا يشغلونه في صناعتهم العتيقة "العريقة" صناعة البغاء.
وكتبت الصحافة الأوروبية كثيرا وكثيرا جدا عن البغاء باعتباره "ضرورة اجتماعية"! وأنه ينبغي أن يكون رسميا وأن يكون تحت إشراف الدولة!!
وإذا علمنا -كما سنذكر فيما بعد- أن الصحافة الأوروبية كانت -وما تزال- تحت سيطرة اليهود، علمنا لحساب من كانت تكتب هذه الصحافة عن البغاء و"تزكيه"!
ولو أن هؤلاء "الأممين" في أوروبا كانت لديهم ذرة من تفكير لعجبوا على الأقل -ولا نقول استنكروا ورفضوا- أن "الدولة" هي حارسة البغاء وحاميته وراعية شئونه!
أي سخرية سخرها اليهود من الأممين، وهم يلعبون بهم على هذا النحو