ولأمر ما استخدمت الرأسمالية المرأة العاملة لتضرب بها حركات العاملين من الذكور.. وأعطتها نصف الأجر، وهي تعمل ذات القدر من العمل وذات العدد من الساعات!!
هل كان هذا من تدبير اليهود أم هم استغلوه؟!
الأغلب أنه لم يكن من تدبيرهم، وإن كان أشبه بتفكيرهم الشيطاني.
ولكن المؤكد أنهم استغلوه إلى أقصى طاقة الاستغلال وجعلوه أداة لتنفيذ كل مخططهم الشرير.
لم يقدم على العمل في بادئ الأمر إلا أفقر الفقيرات, فقد كان عمل المرأة في المصنع عارا هائلا جدا في حس المجتمع الخارج لتوه من الإقطاع، لم ينسلخ بعد انسلاخا كاملا من كل قيمه ومثله وأخلاقياته وتقاليده.
كانت المرأة في الريف تعمل -بالطبيعة- في بيتها، فتربي الدواجن وتستخرج من اللبن منتجاته، وتنسج على المنسج اليدوي وما إلى ذلك من الأعمال كما كانت تساعد زوجها في أعمال الحقل في حدود معينة.
وكان الريف متعارفا على هذا الأمر من قديم، وكان يحوط عمل المرأة بسياج معين من الأخلاق، والتقاليد المستمدة من الدين، فلا يحدث الاختلاط بالغرباء في غير ضرورة، ولا تحدث الفاحشة إلا شذوذا مستنكرا أشد الاستنكار في ذلك المجتمع المحافظ إلى درجة التزمت. والزواج المبكر يغني الشباب من الجنسين عن الصلات المحرمة، ويقيم الأسرة على أساس من القيم المتوارثة النابعة كلها من الدين.
ولكن المرأة التي تركها عائلها وذهب "متحررا" إلى المدينة، ولم يعد لها عائل غيره، كانت مضطرة إلى العمل وإلا ماتت جوعا على الحقيقة لا على المجاز! فما كانت الجاهلية الأوروبية التي لا تطبق شريعة الله تعرف ما تصون به المرأة من الجوع والآثار المترتبة على الجوع!
إن شريعة الله قد صانت المرأة في جميع أحوالها أما وبنتا وزوجة وأختا، فرتبت لها عائلا يعولها في جميع حالاتها سواء كان ولدا أو والدا أو زوجا أو أخا أو قريبا من الأقرباء يكلف تكليفا بإعالتها وصيانتها، ويكون مسئولا عن ذلك أمام الله وأمام شريعة الله، بحيث يؤخذ من ماله قسرا إن كان ذا مال وحجبه عن الإنفاق! فإن لم يكن لها أحد يعولها بالمرة -وهو أمر نادر في مجريات الحياة العادية- فبيت المال في الإسلام يكفل من لا عائل له، رجلا أو طفلا أو