يكن يسمح بحال بإنشاء أسرة في المدينة ذات التكاليف ومن ثم جاء العمال عزابا إلى المدينة -وهم في سن الشباب والفتوة- أو إن كانوا متزوجين تركوا أسرهم في الريف وعاشوا في المدينة كالعزاب.

وأضيفت إلى متاعب الحياة في المدينة جوعة الجنس، وهي جوعة ليست باليسيرة بالنسبة للشباب في مثل هذه السن، وما كان يفد للعمل إلى المدينة إلا الأقوياء ذووا الأجساد.

هل كان ذلك كله من تدبير اليهود أم هم استغلوه؟!

يستويان.

والأغلب أنه لم يكن من تخطيط اليهود، إنما هو من جشع أصحاب الأموال وأصحاب الصناعات يهودا وغير يهود. ولكن المؤكد أن "الحل" الذي قدم لهذه الأزمة كان هو الحل اليهودي الخالص الذي يعمل فيه اليهود من قديم.

كان الحل هو البغاء!

لم يكن هو بغاء "السادة" الذي تعرفه "المدينة" من قديم, فالمدينة الأوروبية كانت دائما تعرف ذلك اللون من البغاء الذي ينفق فيه السادة أموالهم الحرام -المغتصبة من دماء الفلاحين والعبيد- في طلب اللذة المحرمة، وكان اليهود ذوي صلة تاريخية بذلك البغاء يوقعون في حبائله السادة من "النبلاء"! ويسلبون به ما يقدرون على سلبه من أموالهم، حتى يلجئوهم إلى الاستدانة منهم بالربا ذي الأضعاف المضاعفة، ويفلس منهم في النهاية من يفلس وتئول أمواله إليهم!

ولكن هذا البغا الجديد كان بغاء "شعبيا" خالصا لقاء دراهم معدودات!

وفرك اليهود أيديهم سرورا فقد أمسكوا بأول الخيط! الخيط الذي يجر "الأممين" إلى حيث يريد لهم الشيطان.

وجاءت الخطوة التالية.

فقد بدأ العمال يضربون عن العمل جماعات ... يطلبون تخفيض ساعات العمل وزيادة الأجور.

وفي دستور الرأسمالية -غير المكتوب- أنها ينبغي أن تحتفظ دائما بجيش من العاطلين تستخدمهم حين يضرب العمال العاملون حتى لا يتوقف العمل من جهة، وحتى يضربوا حركات الإضراب من جهة أخرى فيضطر العمال إلى الرجوع إلى أعمالهم صاغرين!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015