لشهوة الصبى الجنسية نحو أمه "وشهوة البنت الجنسية نحو أبيها".
وهكذا تنشأ القيم العليا كلها: الدين والأخلاق والتقاليد المستمدة من الدين، من تلك العقدة الناشئة من الكبت الجنسي.
وتتركب النفس الإنسانية من طبقات ثلاث:
الطبقة الشهوانية -التي تسيطر عليها الشهوة الجنسية وتوجهها- وتسمى -عنده- الذات السفلي The Id وهي طبقة لا شعورية, والذات The صلى الله عليه وسلمgo وهي الطبقة الوسطى التي يتمثل فيها الوعي وتصدر عنها كل التصرفات الواعية للإنسان، والذات العليا Super صلى الله عليه وسلمgo التي تتمثل فيها الضوابط1 الناشئة من الدين والأخلاق والتقاليد المتداولة في المجتمع، وهى لا شعورية أيضا، وتنشأ من الكبت الواقع على الذات السفلى الشهوانية.
ومهمة الذات هي التحايل الدائم على الذات السفلى لإقناعها بأوامر الذات العليا، وإن كانت هى شخصيا لا تؤمن بها! يقول فرويد: "إن مهمة الذات بين الضغط الواقع عليها من الذات العليا والذات السفلى معا تصبح كمهمة السياسى الذي يعرف الحقائق ولكنه يداور ويناور إرضاء للجماهير!! ".
ويتحدث فرويد -كثيرا- عن القيم العليا.. عن الدين والأخلاق والتقاليد.
يقول في كتاب "الطواطم والمحرمات Totem and Taboo": إنه حدثت في البشرية الأولى حادثة هائلة ما تزال تؤثر في حياة البشرية إلى هذه اللحظة.
ذلك أن "الأولاد" شعروا بالرغبة الجنسية تجاه أمهم، فوجدوا أباهم حائلا بينهم وبين الاستيلاء على الأم فقتلوه! وكانت تلك أول جريمة ترتكب في البشرية الأولى "وليست هى قتل أحد الأخوين لأخيه كما جاء في الرسالات السماوية"2.
ثم أحسوا بالندم على قتل أبيهم فقدسوا ذكراه، فنشأت أول عبادة عرفتها البشرية وهي عبادة الأب "وليس عبادة الله كما جاء في الرسالات السماوية"3.