مضر. وفي ذلك قيل:
تراهم حول قبلتهم عكوفًا ... كما عكفت هذيل على سواع
وأجابته مَذْحج. فدفع إلى نعيم بن عمر المرادي يغوث. وكان بأكمة باليمن تعبده مذحج ومن والاها.
وأجابته همدان فدفع إليهم يعوق. فكان بقرية يقال لها خِيوان. تعبده همدان ومن والاها من اليمن.
وأجابته حمير، فدفع إليهم نَسْرًا. فكان بموضع بسبأ، تعبده حمير ومن والاها. فلم تزل هذه الأصنام تعبد حتى بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم فكسرها.
وفي الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قُصْبه في النار، فكان أول من سيّب السوائب» وفي لفظ: «وغير دين إبراهيم» وفي لفظ عن ابن إسحاق: «فكان أول من غير دين إبراهيم، ونصب الأوثان» .
وكان أهل الجاهلية على ذلك، فيهم بقايا من دين إبراهيم، مثل تعظيم البيت، والطواف به، والحج والعمرة، والوقوف بعرفة ومزدلفة، وإهداء البُدْن. وكانت نزار تقول في إهلالها: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك " فأنزل الله: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم: 28] (?) .