وفي غير حديثه: " قال أصحابهم: لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة" قال: فكان الرجل يأتي أخاه وابن عمه فيعظمه، حتى ذهب ذلك القرن. ثم جاء قرن آخر، فعظموهم أشد من الأول. ثم جاء القرن الثالث، فقالوا: ما عظم أولونا هؤلاء إلا وهم يرجون شفاعتهم عند الله، فعبدوهم.
فلما بعث الله إليهم نوحًا - وغرق من غرق - أهبط الماء هذه الأصنام من أرض إلى أرض، حتى قذفها إلى أرض جدة. فلما نضب الماء بقيت على الشط، فسفت الريح عليها التراب، حتى وارتها.
. . . . . . . . . .
عمرو بن لحي أول من غير دين إبراهيم وكان عمرو بن لُحَي سيدُ خزاعة كاهنًا وله رِئي من الجن فأتاه. فقال: " عجل السير والظعن من تهامة، بالسعد والسلامة، ائتِ جُدَّة، تجد أصنامًا معدة، فأوردها تهامة ولا تهب، وادع العرب إلى عبادتها تجب " فأتى جدة فاستثارها، ثم حملها حتى أوردها تهامة.
وحضر الحج، فدعا العرب إلى عبادتها. فأجابه عوف بن عذرة، فدفع إليه وَدًّا فحمله. فكان بوادي القُرَى بدومَةِ الْجَنْدل. وسمى ابنه: عبدَ وَد، فهو أول من سمى به. فلم يزل بنوه يسدنونه، حتى جاء الإسلام. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد لهدمه. فحالت بينه وبينه بنو عُذْرة وبنو عامر، فقاتلهم فقتلهم. ثم هدمه وجعله جُذاذًا.
وأجابت عمرو بن لحي بن مضَرُ بن نزار. فدفع إلى رجل من هذيل سُواعًا، فكان بأرض يقال لها: وُهاط من بطن نخلة، يعبده من يليه من