وقال ضمرة بن سعيد المازني - وذكر ردة بني حنيفة - لم يلق المسلمون عدوا أشد نكاية منهم، لقوهم بالموت الناقع، والسيوف قد أصلتوها قبل النبل وقبل الرماح. فكان المعول يومئذ على أهل السوابق.

وقال ثابت بن قيس يومئذ: يا معشر الأنصار، الله الله في دينكم، علمنا هؤلاء أمرا ما كنا نحسبه. ثم أقبل على المسلمين وقال أف لكم ولما تصنعون.

ثم قال: خلوا بيننا وبينهم أخلصونا. فأخلصت الأنصار. فلم تكن لهم ناهية حتى انتهوا إلى محكم بن طفيل فقتلوه. ثم انتهوا إلى الحديقة فدخلوها، فقاتلوا أشد القتال حتى اختلطوا فيها.

ثم صاح ثابت صيحة: يا أصحاب سورة البقرة.

وأوفى عباد بن بشر على نشز. فصاح بأعلى صوته: أنا عباد بن بشر يا للأنصار. أنا عباد، إلي إلي. فأجابوا لبيك لبيك حتى توافوا عنده. فقال فداكم أبي وأمي، حطموا جفون السيوف. ثم حطم جفن سيفه فألقاه. وحطمت الأنصار جفون سيوفها. ثم قال: حملة صادقة اتبعوني. فخرج أمامهم حتى ساقوا بني حنيفة منهزمين، حتى انتهوا إلى الحديقة فأغلق عليهم. ثم إن الله فتح الحديقة فاقتحم عليهم المسلمون.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " دخلنا الحديقة حين جاء وقت الظهر واستحر القتل، فأمر خالد المؤذن فأذن على جدار الحديقة بالظهر. والقوم مقبلون على القتل حتى انقطعت الحرب بعد العصر. فصلى بنا خالد الظهر والعصر.

ثم بعث السقاة يطوفون على القتلى. فطفت معهم. فمررت بعامر بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015