فقال: لو لم يكن عندنا حقا، لما لقيك غدا أكثر من عشرة آلاف سيف، يضاربونك حتى يموت الأعجل.
فقال خالد: إذا يكفيناهم الله، ويقر دينه فإياه يعبدون، ودينه يؤيدون.
قال عبيد الله بن عبد الله: لما أشرف خالد، وأجمع أن ينزل عقرباء، ودفع الطلائع أمامه، فرجعوا إليه. فأخبروه أن مسيلمة ومن معه قد نزلوا عقرباء فشاور أصحابه أن يمضي إلى اليمامة، أو ينتهي إلى عقرباء. فأجمعوا أن ينتهي إلى عقرباء. فزحف خالد بالمسلمين إليها. وكان المسلمون يسألون عن الرجال بن عنفوة فإذا الرجال على مقدمة مسيلمة فلعنوه وشتموه.
فلما فرغ خالد من ضرب عسكره - وبنو حنيفة تسوي صفوفها - نهض خالد إلى صفوفه فصفها. وقدم رايته مع زيد بن الخطاب، ودفع راية الأنصار إلى ثابت بن قيس بن شماس. فتقدم بها.
وجعل على ميمنته أبا حذيفة بن عتبة وعلى ميسرته شجاع بن وهب واستعمل على الخيل البراء بن مالك، ثم عزله. واستعمل أسامة بن زيد.
فأقبل بنو حنيفة، وقد سلوا السيوف. فقال خالد: " يا معشر المسلمين أبشروا فقد كفاكم الله أمر عدوكم " ما سلو السيوف من بعد إلا ليرهبوا.
فقال مجاعة: كلا يا أبا سليمان ولكنها الهندوانية، خشوا تحطمها، وهي غداة باردة فأبرزوها للشمس لتسخن متونها. فلما دنوا من المسلمين