خرج فينا، فإن الله يقول: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر: 18] (?) .
فقال: يا مجاعة، تركت اليوم ما كنت عليه بالأمس. وكان رضاك بأمر هذا الكذاب وسكوتك عنه - وأنت أعز أهل اليمامة، وقد بلغك مسيري - إقرارا له ورضا بما جاء به فهلا أبديت عذرا، فتكلمت فيمن تكلم؟ فقد تكلم ثمامة. فرد وأنكر وتكلم اليشكري. فإن قلت: أخاف قومي، فهلا عمدت إلي أو بعثت إلي رسولا؟ .
فقال إن رأيت يا ابن المغيرة أن تعفو عن هذا كله؟ .
فقال: قد عفوت عن دمك، ولكن في نفسي من تركك حرج.
فقال له ذات يوم: أخبرني عن صاحبك، ما الذي يقرئكم؟ هل تحفظ منه شيئا؟ قال: نعم فذكر له شيئا من رجزه، فضرب خالد بإحدى يديه على الأخرى، وقال: يا معشر المسلمين اسمعوا إلى عدو الله كيف يعارض القرآن؟ .
فقال: ويحك، يا مجاعة أراك سيدا عاقلا، تسمع إلى كتاب الله. ثم انظر كيف عارضه عدو الله؟ فقرأ عليه خالد: بسم الله الرحمن الرحيم {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى - الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} [الأعلى: 1 - 2] الآيتان (?) .
ثم قال خالد: أفما كان في هذا لكم ناه ولا زاجر؟ ثم قال هات من كذب الخبيث. فذكر له بعض رجزه.
فقال خالد: وقد كان عندكم حقا، وكنتم تصدقونه؟ .