ووردت على محكم وقيل له هذا خالد في المسلمين.
فقال رضي خالد أمرا، ورضينا غيره. وما ينكر خالد أن يكون في بني حنيفة من أشرك في الأمر؟ فسيرى - إن قدم علينا - يلق قوما ليسوا كمن لقي.
ثم خطبهم فقال إنكم تلقون قوما يبذلون أنفسهم دون صاحبهم فابذلوا نفوسكم دون صاحبكم. وكان عمير بن ضابئ في أصحاب خالد. ولم يكن من أهل حجر كان من أهل ملهم (?) . فقال له خالد: تقدم إلى قومك فاكسرهم.
فأتاهم فقال: " يا أهل اليمامة، أظلكم خالد في المهاجرين والأنصار. قد تركت القوم والله يتبايعون على فتح اليمامة. قد قضوا وطرا من أسد وغطفان، وأنتم في أكفهم. وقولهم " لا قوة إلا بالله " إني رأيت أقواما إن غلبتموهم بالصبر غلبوكم بالنصر. وإن غلبتموهم على الحياة غلبوكم على الموت. وإن غلبتموهم بالعدد غلبوكم بالمدد. لستم والقوم سواء. الإسلام مقبل والشرك مدبر. وصاحبهم نبي وصاحبكم كذاب. ومعهم السرور ومعكم الغرور. فالآن - والسيف في غمده والنبل في جفيره - قبل أن يسل السيف ويرمى بالسهم " فكذبوه واتهموه.
وقام ثمامة بن أثال فيهم. فقال: " اسمعوا مني وأطيعوا أمري، ترشدوا. إنه لا يجتمع نبيان بأمر واحد. إن محمدا لا نبي بعده ولا نبي