وكانت تسمى في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وبعده " المبعثرة " لما كشفت من سرائر المنافقين وخبايا قلوبهم.
وفي غزوة تبوك: كانت قصة تخلف كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية الواقفي. ممن شهدوا بدرا. ولم يكن لهم عذر في التخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، جاء المعذرون من الأعراب من المنافقين، يحلفون أنهم كانوا معذورين. فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرجأ كعب بن مالك وصاحبيه حتى أنزل الله في شأنهم وفي توبتهم - وكانوا من خيار المؤمنين -: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ - وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} [التوبة: 117 - 118] الآيتين (?) . خلفهم الله وأخر توبتهم ليمحصهم ويطهرهم من ذنب تأخرهم. لأنهم كانوا من الصادقين.
وفود العرب إلى رسول الله ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك، وأسلمت ثقيف. ضربت إليه أكباد الإبل، تحمل وفود العرب من كل وجه، في سنة تسع. وكانت تسمى: سنة الوفود.
قال ابن إسحاق: وإنما كانت العرب تربص بالإسلام أمر هذا الحي من قريش، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذلك: أن قريشا كانوا إمام الناس وهداتهم، وأهل البيت والحرم، وصريح ولد إسماعيل عليه السلام، وقادة العرب لا ينكرون ذلك. وكانت