{جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49] (?) والأصنام تتساقط على وجوهها.
وكان طوافه على راحلته، ولم يكن محرما يومئذ، فاقتصر على الطواف.
فلما أكمله دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة. فأمر بها ففتحت. فدخلها. فرأى فيها الصور، ورأى صورة إبراهيم وإسماعيل يستقسمان بالأزلام. فقال: «قاتلهم الله، والله إن استقسما بها قط» وأمر بالصور فمحيت. ثم أغلق عليه الباب، هو وأسامة وبلال. فاستقبل الجدار الذي يقابل الباب. حتى إذا كان بينه وبينه قدر ثلاثة أذرع وقف وصلى هناك. ثم دار في البيت، وكبر في نواحيه، ووحد الله. ثم فتح الباب، وقريش قد ملأت المسجد صفوفا، ينظرون ماذا يصنع بهم؟ فأخذ بعضاتي الباب وهم تحته. فقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له. صدق وعده. ونصر عبده. وأعز جنده. وهزم الأحزاب وحده. ألا كل مأثرة، أو مال، أو دم، فهو تحت قدمي هاتين، إلا سدانة البيت، وسقاية الحاج. ألا وقتل الخطأ شبه العمد - السوط والعصا - ففيه الدية مغلظة، مائة من الإبل، أربعون منها في بطونها أولادها، يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، وتعظمها بالآباء. الناس من آدم، وآدم من تراب " ثم تلا هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13] (?) » .