فقال إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - بعثنا وأمرنا بالإقامة فأقيموا معنا. فأقمنا حتى قدمنا فتح خيبر. وكان ناس يقولون لنا: سبقناكم بالهجرة. فدخلت أسماء بنت عميس على حفصة. فدخل عليها عمر وعندها أسماء. فقال من هذه؟ قالت أسماء. قال الحبشية هذه؟ البحرية هذه؟ قالت أسماء نعم قال سبقناكم بالهجرة. نحن أحق برسول اللَّه منكم. فغضبت وقالت كلا واللَّه لقد كنتم مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم. وكنا في أرض البعداء البغضاء. وذلك في ذات اللَّه وفي رسوله وأيم اللَّه لا أطعم طعاما، ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم -. فلما جاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم - ذكرت له ذلك. فقال ما قلت له؟ قالت قلت له كذا وكذا. قال ليس بأحق بي منكم له ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم - يا أهل السفينة - هجرتان.
فكان أبو موسى وأصحاب السفينة يأتونها أرسالا، يسألونها عن الحديث ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم -.
محاصرة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - بعض اليهود بوادي القرى ثم انصرف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - من خيبر إلى وادي القرى وكان به جماعة من اليهود، وانضاف إليهم جماعة من العرب.
فلما نزلوا استقبلتهم يهود بالرمي وهم على غير تعبئة. فقتل مدعم - عبد لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم -. كان رفاعة بن زيد الجذامي وهبه لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - فقال الناس هنيئا له الجنة. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - كلا، والذي نفسي بيده. إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها القسمة