لتشتعل عليه نارا فلما سمع ذلك الناس جاء رجل بشراك أو شراكين. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - «شراك من نار أو شراكان من نار» .
فعبأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - أصحابه للقتال وصفهم ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا. وبرز رجل منهم. فبرز إليه الزبير بن العوام فقتله. ثم برز آخر فبرز إليه علي فقتله. حتى قتل منهم أحد عشر رجلا. فقاتلهم حتى أمسوا. ثم غدا عليهم. فلم ترتفع الشمس قدر رمح حتى افتتحها عنوة. وأصابوا أثاثا ومتاعا كثيرا. فقسمه في أصحابه.
وترك الأرض والنخل بأيدي اليهود وعاملهم عليها.
ولما رجع إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم من النخيل.
قالت عائشة -رضي اللَّه عنها- لما فتحت خيبر قلنا الآن نشبع من التمر.
بعث سرية إلى الحرقات ثم بعث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - سرية إلى الحرقات من جهينة. فلما دنوا منهم بعث الأمير الطلائع. فلما رجعوا بخبرهم أقبل حتى دنا منهم ليلا، وقد هدءوا، ثم قام فحمد اللَّه وأثنى عليه بما هو أهله. ثم قال أوصيكم بتقوى اللَّه وحده لا شريك له وأن تطيعوني ولا تعصوني، ولا تخالفوا أمري. فإنه لا رأي لمن لا يطاع. ثم رتبهم. فقال يا فلان أنت وفلان ويا فلان أنت وفلان لا يفارق كل منكم صاحبه وزميله وإياكم أن يرجع أحد منكم فأقول. أين صاحبك؟ فيقول لا أدري. فإذا كبرت فكبروا. وجردوا السيوف. ثم كبروا وحملوا حملة واحدة. وأحاطوا بالقوم وأخذتهم سيوف اللَّه.