وقلل اللَّه المشركين أيضا في أعين المسلمين ليقضي اللَّه أمرا كان مفعولا.
وأمر أبو جهل عامر بن الحضرمي - أخا عمرو بن الحضرمي - أن يطلب دم أخيه. فصاح. وكشف عن استه يصرخ واعمراه واعمراه. فحمي القوم. ونشبت الحرب.
وعدل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - الصفوف. ثم انصرف وغفا غفوة. وأخذ المسلمين النعاس وأبو بكر الصديق مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يحرسه. وعنده سعد بن معاذ وجماعة من الأنصار على باب العريش. فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يثب في الدرع. ويتلو هذه الآية {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] (?) .
ومنح اللَّه المسلمين أكتاف المشركين. فتناولوهم قتلا وأسرا. فقتلوا سبعين وأسروا سبعين.
وخرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة: يطلبون المبارزة. فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار فقالوا: أكفاء كرام. ما لنا بكم من حاجة. إنما نريد من بني عمنا. فبرز إليهم حمزة وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعلي بن أبي طالب. فقتل علي قرنه الوليد. وقتل حمزة قرنه شيبة. واختلف عبيدة وعتبة ضربتين كلاهما أثبت صاحبه. فكر حمزة وعلي على قرن عبيدة فقتلاه. واحتملا عبيدة قد قطعت رجله. فقال لو كان أبو طالب حيا لعلم أنا أولى منه بقوله:
ونسلمه حتى نصرع حوله ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل