موضع إشارته -صلى اللَّه عليه وسلم -.
فلما طلع المشركون قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - «اللَّهم هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها جاءت تحادك وتكذب رسولك. اللَّهم فنصرك الذي وعدتني. اللَّهم أحنهم الغداة» وقام ورفع يديه واستنصر ربه وبالغ في التضرع ورفع يديه حتى سقط رداؤه. وقال «اللَّهم أنجز لي ما وعدتني اللَّهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللَّهم إن تهلك هذه العصابة لن تعبد في الأرض بعد» (?) .
فالتزمه أبو بكر الصديق من ورائه وقال حسبك مناشدتك ربك يا رسول اللَّه. أبشر فوالذي نفسي بيده لينجزن اللَّه لك ما وعدك.
واستنصر المسلمون اللَّه واستغاثوه. فأوحى اللَّه إلى الملائكة {أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12] (?) وأوحى اللَّه إلى رسوله {أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9] (?) بكسر الدال وفتحها. قيل إردافا لكم. وقيل يردف بعضهم بعضا لم يجيئوا دفعة واحدة.
فلما أصبحوا أقبلت قريش في كتائبها. وقلل اللَّه المسلمين في أعينهم حتى قال أبو جهل - لما أشار عتبة بن ربيعة بالرجوع خوفا على قريش من التفرق والقطيعة إذا قتلوا أقاربهم - إن ذلك ليس به. ولكنه - يعني عتبة - عرف أن محمدا وأصحابه أكلة جزور وفيهم ابنه فقد تخوفكم عليه.