بعث عبد اللَّه بن جحش ثم بعث عبد اللَّه بن جحش إلى نخلة في رجب في اثني عشر رجلا من المهاجرين كل اثنين على بعير. فوصلوا إلى نخلة، يرصدون عيرا لقريش. وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - قد كتب له كتابا. وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين. فلما فتح الكتاب إذا فيه «إذا نظرت في كتابي هذا، فامض حتى تنزل بنخلة بين مكة والطائف، فترصد قريشا، وتعلم لنا أخبارها» .
فأخبر أصحابه بذلك وأخبرهم أنه لا يستكرههم فقالوا: سمعا وطاعة.
فلما كان في أثناء الطريق أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرهما. فتخلفا في طلبه. ومضوا حتى نزلوا نخلة.
قتل عمرو بن الحضرمي فمرت بهم عير قريش تحمل زبيبا وتجارة فيها عمرو بن الحضرمي، فقتلوه وأسروا عثمان ونوفلا ابني عبد اللَّه بن المغيرة والحكم بن كيسان مولى بني المغيرة.
فقال المسلمون نحن في آخر يوم من رجب. فإن قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم. ثم أجمعوا على ملاقاتهم. فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله وأسروا عثمان والحكم. وأفلت نوفل. ثم قدموا بالعير والأسيرين حتى عزلوا من ذلك الخمس. فكان أول خمس في الإسلام وأول قتل في الإسلام وأول أسر. فأنكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - ما فعلوه.