وفي حديث عروة قال: يا رب! أخبرني بأكرم خلقك عليك؟ قال: الذي يسارع إلى هواي كما يسرع النسر إلى هواه، والذي يكلف بعبادي الصالحين كما يكلف الصبي بالناس. الحديث.

وعن بديل بن مسيرة - وكان قد قرأ الكتب - قال: إن الله تعالى أوحى إلى موسى فيما يوحي إليه أن أحب عبادي إلي الذين يمشون في الأرض بالنصيحات، والذين يمشون على أقدامهم إلى الجمعة، المستغفرين بالأسحار، أولئك الذين إذا أردت بأهل الأرض عقاباً ثم رأيتهم كففت عنهم عقابي، وإن أبغض عبادي إلي الذي يقتدي بسيئة المؤمن ولا يقتدي بحسنته.

وقال موسى: يا رب! أي عبادك أحب إليك؟ قال: أكثرهم لي ذكراً. قال: رب، أي عبادك أعلم؟ قال: غلام يلتمس العلم. قال: رب: أي عبادك أحلم؟ قال: أملكهم لنفسه عند الغضب. قال: رب! أي عبادك أصبر؟ قال: أكظمهم للغيظ.

وعن أبي الدرداء قال: قال موسى: يا رب! من يسكن غداً في حظيرة القدس ويستظل بظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك؟ قال: يا موسى! أولئك الذين لا تنظر أعينهم في الزنا، ولا يبتغون في أموالهم الربا، ولا يأخذون على أحكامهم الرشا، طوبى لهم وحسن مآب.

وعن محمد بن كعب القرظي قال: قال موسى: يا رب! أي خلقك أكرم عليك؟ قال: الذي لا يزال لسانه رطباً من ذكري. قال: يا رب! فأي خلقك أعلم؟ قال: الذي يلتمس إلى علمه علم غيره. قال: يا رب! فأي خلقك أعدل؟ قال: الذي يقضي على نفسه كما يقضي على الناس. قال: يا رب! فأي خلقك أعظم ذنباً؟ قال: الذي يتهمني. قال: يا رب! وهل يتهمك أحد؟! قال: الذي يستخيرني فلا يرضى بقضائي.

قال ابن عباس: لما بعث الله موسى وكلمه، وأنزل عليه التوراة فقال: إنك رب عظيم، لو شئت أن تطاع لأطعت، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت، وأنت تحب أن تطاع، وأنت في ذلك تعصى، فكيف هذا يا رب؟ فأوحى الله تعالى إليه أني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون. فانتهى موسى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015