أوحى الله تعالى إلى موسى: إني أعلمك خمس كلمات، وهن عماد الدين: ما لم تعلم أن قد زال ملكي فلا تترك طاعتي، وما لم تعلم أن خيراتي قد نفذت فلا تهتم لرزقك، وما لم تعلم أن عدوك قد مات - يعني إبليس - فلا تأمن ناحيته، لا تدع محاربته، وما لم تعلم أني قد غفرت لك فلا تعب المذنبين، وما لم تدخل جنتي فلا تأمن مكري.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سأل موسى ربه هو عن ست خصال قال: رب! أي عبادك أتقى؟ قال: الذي يذكر ولا ينسى. قال: فأي عبادك أهدى؟ قال: الذي يتبع الهدى. قال: فأي عبادك أحكم؟ قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه. قال: أي عبادك أعلم؟ قال: عالم لا يشبع من العلم، يجمع علم الناس إلى علمه. قال: فأي عبادك أعز؟ قال: الذي إذا قدر غفر. قال: أي عبادك أعبد؟ قال: الذي يرضى بما أوتي. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ليس الغنى عن ظهر مال إنما الغنى عن النفس، وإذا أراد الله بعبد خيراً جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه، وإذا أراد الله بعبد شراً جعل فقره بين عينيه.
وفي حديث آخر قال: فأي عبادك أفقر؟ قال: صاحب سقر.
وعن أبي سعيد، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن موسى سأل ربه تعالى حين أعطاه التوراة أن يعلمه دعوة يدعو بها، فأمره أن يدعو بلا إله إلا الله. فقال موسى: يا رب! كل عبادك يدعو، وأنا أريد أن تخصني بدعوة أدعوك بها. فقال تعالى وتقدس: يا موسى! لو أن السماوات وساكنها، والأرض وساكنها، والبحار وما فيها وضعوا في كفة، ووضعت له إله إلا الله في كفة لوزنت لا إله إلا الله.
وفي رواية: علمني شيئاً أذكرك به وأدعوك به. قال: قل: لا إله إلا الله.
وزاد في رواية: فكان موسى أحب عملاً أنهك لبدنه من ذلك، فأوحى الله عز وجل إليه: أغرك أني ذللت بها لسانك، لو جعلت لا إله إلا الله والسماوات والأرضون في كفة