وعن عبد الله بن مسعود قال: لما تعجل موسى إلى ربه قال: " وما أعجلك عن قومك يا موسى، قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى " قال: فرأى رجلاً بمكان من العرش غبطه لمكانه ذلك قال: يا رب! من هذا؟ فقال: سأخبرك من عمله بثلاث: هذا رجل كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، وهذا رجل كان لا يمشي بين الناس بالنميمة، وهذا رجل كان لا يعق والديه. قال موسى: يا رب! وهل يعق أحد والديه؟ قال: نعم، يعرضهما للشتم فيشتمان.
قال وهب بن منبه: إن في الألواح التي كتب الله عز وجل لموسى: يا موسى! وقر والديك، فإن من وقر والديه مددت في عمره، ووهبت له ولداً يبره، ومن عق والديه قصرت عمره، ووهبت له ولداً يعقه.
وعن موسى بن سعيد قال: لما قرب الله موسى نجياً رأى عبداً تحت العرش فقال: يا رب! من هذا العبد؟ لعلي أعمل بمثل عمله. فقيل: يا موسى! هذا عبد كان براً بوالديه، وكان لا يحسد الناس، ولا يمشي بالنميمة.
ومن حديث قال: يا موسى! ما جئت تبغي؟ قال: الهدى. قال: قد وجدت. قال: يا رب! اغفر لي ذنوبي ما خلا وما غبر وما بين ذلك وما أنت أعلم به مني. قال: كفيت. قال: يا رب! أي عبادك أحب إليك لو أني أعمل عمله؟ قال: الذي لا يكذب لسانه، ولا يزني فرجه، ولا يفجر قلبه. قال: سبحانك! وأي عبادك لا يغنم أولا يكذب؟ قال: يا رب! أي عبادك أحب إليك بعد هذا؟ قال: مؤمن في خلق حسن. قال: يا رب! فأي عبادك أبغض إليك؟ قال: قلب كافر في خلق شيء. قال: يا رب! فأي عبادك أبغض إليك بعد هذا؟ قال: جيفة ليل، بطال بالنهار.