ويعقد عليه قلبك، فإني واقف أهل الشهادات على شهاداتهم يوم القيامة، ثم سائلهم عنها سؤالاً حثيثاً؛ ولا تسرق ولا تزن بحليلة جارك، فأحجب عنك وجهي وتغلق عنك أبواب السماء، وأحب للناس ما تحب لنفسك، ولا تذبح لغيري فإني لا أقبل من القربان إلا ما ذكر عليه اسمي، وكان خالصاً لوجهي؛ وتفرغ لي يوم السبت وفرغ لي آنيك وجميع أهل بيتك. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الله جعل السبت لهم عيداً، واختار لنا الجمعة فجعلها لنا عيداً.
قال الضحاك: لما حرق موسى العجل وذراه في البحر، وأتاهم بكتاب الله فيه الحلال الحرام، فإذا فيه الرجم للزاني المحصن والقطع على السارق، والقصاص، قالوا: يا موسى! لا نقبل ما جئتنا به، كان العجل أحب إلينا، لا تقطعنا ولا تقتلنا ولا ترجمنا. فقال موسى: رب! إن عبادك بني إسرائيل ردوا كتابك، وكذبوا بآياتك. فأمر الله الملائكة فنتقلوا الجبل على بني إسرائيل حتى ظل به على عسكر بني إسرائيل، وحال بينهم وبين السماء، ثم قال لهم موسى: إما أن تأخذوا هذا الكتاب بما فيه، وإما أن يلقي عليكم. فقالوا " سمعنا وعصينا " يقولون سمعنا الذي تخوفنا وعصينا الذي أتينا به.
وعن ابن عباس قال:
ما أعلمني من أين تسجد اليهود على حواجبهم. قيل: ومن أين ذاك؟ قال: إنهم لما أبوا أن يقبلوا التوراة أرسل الله عليهم الطور من فوق رؤوسهم، فكان الرجل منهم إذا سجد يسجد على أحد حاجبيه وهو يلحظ بإحدى عينيه إلى الجبل متى يرمى به عليه. فمن ثم تسجد اليهود على حواجبها. قال: فرفع موسى الألواح فوضعها في بيت الهيكل، وكان يخرجها إليهم كل سبت فيقرؤها ولد هارون عليهم، ويدرسونها بينهم، وكان من شأن بيت الهيكل أن الله عز وجل أمر موسى حين جاوز البحر، وأمره بالمسير إلى الأرض المقدسة، ومن قبل أن يتيه الله عز وجل بني إسرائيل، أمر الله موسى أن يبني مسجداً لجماعتهم وبيتاً لقدسهم وبيتاً لقربانهم.