رأينا، فأمر موسى النقباء أن يسيروا، فأتوا الأرض المقدسة، وارتحل موسى ومعه بنو إسرائيل، فكان إذا نزلوا ضرب بعصاه " الحجر، فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً " فكانت تجري إلى كل سبط عين تدخل عسكرهم، وكانت السماء تمطر عليهم خبز المن، مثل خبز الماء، طعمه طعم الخبز المأدوم بالسمن والعسل، وتنسف عليهم الريح طير السلوى، وتذري رأسه عنه فيصير مصفى ليس فيه ريش فيصبح في العسكر ركامان عظيمان من خبز وطير، فيأكلون ويحملون.

وعن وهب: أن بني إسرائيل لما أيقنوا أن لا يرجعوا إلى مصر، ولا يدخلوا الأرض المقدسة قالوا لموسى: لابد لنا من كتاب نقرؤه، وشرائع أحكام. فسأل ربه فقال: نعم يا موسى. فواعده أن يخرج إل طور سيناء، وواعده ثلاثين يوماً؛ قال: واستخلف موسى على قومه هارون وقال: إني منصرف إليكم بعد أربعين يوماً، وآتيكم بأحكام وشرائع. قال: فانطلق موسى معه جبريل، حتى انتهى إلى طور سيناء، وطهر ثوبيه، وكلمه ربه، فلما سمع كلام ربه طمع في رؤيته فقال موسى " رب أرني أنظر إليك قال " يا موسى! " لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني " يقول: أي لا تستطيع أن تنظر إلي، وسأجعل بيني وبينك علماً إن استطاع ذلك العلم النظر إلي فسوف تراني.

قال ابن عباس: في قوله: " وكلم الله موسى تكليماً " قال: يعني بالتكلم مشافهة. وقال: إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة، واصطفى موسى بالكلام واصطفى محمداً بالرؤية.

وقال كعب الأحبار: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرآه محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكلمه موسى مرتين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015