إذا فصل جبريل من البحر، ليس أمامه أحد من آل فرعون، وقف ميكائيل من الجانب الآخر ليس خلفه أحد، قالوا: وكان مع موسى ستمئة ألف، وأتبعهم فرعون على ألف ألف حصان سوى الإناث؛ وقيل: ألف ألف ومئتي ألف حصان؛ وقيل: إن مقاتلة بني إسرائيل يومئذ ستمئة ألف، وإن مقدمة فرعون كانوا ستمئة ألف، على خيل دهم سود غر محجلين، ليس فيها شية مخالفة لذلك، إلا أدهم أغر محجل؛ قال: فلما تتاموافيه أطبقت عليهم، فلذلك قال: " وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون ".
وعن أبي السبيل قال: لما انتهى موسى إلى البحر قال له: هن أبا خالد. فأخذه أفكل. يعني رعدة.
وعن ابن عباس قال: قال موسى: يا رب! أمهلت فرعون أربع مئة سنة وهو يقول: " أنا ربكم الأعلى " ويكذب بآياتك ويجحد رسلك. فأوحى الله إليه: إنه كان حسن الخلق، سهل الحجاب، فأحببت أن أكافئه.
قال سعيد بن جبير: سألت عبد الله بن عباس عن قول الله عز وجل " وفتناك فتوناً " ما هو الفتون: استأنف النهار يا بن جبير! فإن له حديثاً طويلاً. فلما أصبحت غدوت عليه فقال: تذاكر فرعون وجلساؤه ما كان الله وعد إبراهيم من أن يجعل في ذريته أنبياء وملوكاً، فقال بعضهم: إن بني إسرائيل لينظرون ذلك ما يشكون فيه، وقد كانوا يظنون أنه يوسف بن يعقوب، فلما ملك قالوا: ليس هكذا كان الله وعد إبراهيم. قال فرعون: كيف ترون؟ فذكر حديث قتل الأبناء، وما جرى على موسى، وذلك من الفتون.
ثم ذكر رميه في اليم وأن الماء انتهى به إلى فرضة مستقى جواري امرأة فرعون