ما تحبون إلا بالصبر على نا تكرهون؛ طوبى لمن كان بصره في قلبه، ولم يكن قلبه في بصره.
وعن عثمان بن الأسود قال: قال عيسى بن مريم: أي رب! أي عبادك أخشى؟ قال: أعلمهم بي.
وعن مالك بن مغول قال:
بلغنا أن عيسى بن مريم قال: يا معشر الحواريين، تحببوا إلى الله ببغضكم أهل المعاصي، وتقربوا إليه بما يباعدكم منهم، والتمسوا رضاه بسخطهم. قال: لا أدري بأيتهن بدأ، قالوا: يا روح الله فمن نجالس؟ قال: جالسوا من تذكركم بالله رؤيته، ومن يزيد في عملكم منطقه، ومن يرغبكم في الآخرة عمله.
وعن معتمر بن سلمان قال: قال عيسى بن مريم: كانت الدنيا قبل أن أكون فيها، وهي كائنةٌ بعدي، وإنما لي فيها أيامٌ معدودة، فإذا لم أسعد في أيامي فمتى أسعد؟! وعن يزيد بن ميسرة قال: قال الحواريون للمسيح: يا مسيح الله! انظر إلى مسجد الله ما أحسنه! قال: آمين آمين، بحق أقول لكم: لا يترك الله من هذا المسجد حجراً قائماً على حجر إلا أهلكه بذنوب أهله، إن الله لا يصنع بالذهب ولا بالفضة ولا بهذه الأحجار التي تعجبكم شيئاً، إن أحب إلى الله منها القلوب الصالحة، وبها يعمر الله الأرض وبها يخرب الله الأرض إذا كانت على غير ذلك.
قال مالك بن مغول: بلغنا أن عيسى مر بخربة فقال: يا خربة الخربين - أو قال: يا خربة خربت - أين أهلك؟ فأجابه منها شيء فقال: يا روح الله! بادوا فاجتهد. أو قال: فإن أمر الله جد، فجد.
وعن ابن عباد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مر عيسى على مدينة خربة فأعجبه البنيان فقال: أي رب! مر هذه المدينة أن تجيبني، فأوحى الله إلى المدينة: أيتها المدينة الخربة جاوبي عيسى. قال: فنادت