الملائكة: عيسى حبيبي وما تريد مني؟ قال: ما فعل أشجارك؟ وما فعل أنهارك؟ وما فعل قصورك؟ وأين سكانك؟ قالت: حبيبي جاء وعد ربك الحق فيبست أشجاري ويبست أنهاري، وخربت قصوري، ومات سكاني؛ قال: فأين أموالهم؟ قالت: جمعوها من الحلال والحرام، موضوعة في بطني، لله ميراث السموات والأرض. قال: فنادى عيسى: تعجبت من ثلاثة أناس: طالب الدنيا والموت يطلبه؛ وباني القصور والقبر منزله؛ ومن يضحك ملء فيه والنار أمامه. ابن آدم لا بالكثير تسبع ولا بالقليل تقنع! تجمع مالك لمن لا يحمدك! وتقدم على رب لا يعذرك، إنما أنت عبد بطنك وشهوتك، وإنما يملأ بطنك إذا دخلت قبرك؛ وأنت يا بن آدم ترى حسد مالك في ميزان غيرك.
وعن إبراهيم التيمي قال: قال عيسى: يا معشر الحواريين اجعلوا كنوزكم في السماء فإن قلب الرجل حيث كنزه.
وعن عطارد - وكان بكى حتى ترح - قال: قال عيسى بن مريم: إلى متى تصفون الطريق إلى الدالجين وأنتم مقيمون مع المتحرين؟ إنما يبتغى من العلم القليل ومن العمل الكثير.
وعن عبد العزيز بن ظبيان وغيره قال: قال المسيح: من تعلم وعمل وعلم فذاك يدعى عظيماً في ملكوت السماء.
كان عيسى بن مريم يقول: لا خير في علم لا يعبر معك الوادي ولا يعمر بك النادي.
ولمحمد بن يسير في هذا المعنى: من الرجز
ليس بعلمٍ ما يعي القمطر ... لا خير فيما لا يعيه الصدر
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن عيسى بن مريم قام في بني إسرائيل فقال: يا معشر الحواريين لا تحدثوا بالحكمة غير