وعن ابن حلبس قال: قال عيسى بن مريم: من أحسن فليرج الثواب، ومن أساء فلا يستنكر الجزاء، ومن أخذ عزاً بغير حق أورثه الله ذلاً بحق، ومن أخذ مالاً بظلم أورثه الله فقراً بغير ظلم.
قال سعيد المقبري: سأل رجلٌ عيسى بن مريم: أي الناس أفضل؟ فأخذ قبضتين من تراب فقال: أي هاتين أفضل؟ الناس خلقوا من تراب، فأكرمهم أتقاهم.
وعن وهيب بن الورد قال: قال يحيى لعيسى عليهما السلام: يا روح الله، ما أشد خلق الله؟ قال: غضب الله، قال: فأخبرني بشيءٍ أتقي به غضب الله؟ قال: لا تغضب.
وعن عمار بن سعد قال: لقي يحيى بن زكريا عيسى بن مريم، فقال يحيى لعيسى: يا روح الله وكلمته حدثني، فقال عيسى: بل أنت فحدثني أنت خيرٌ مني جعلك الله سيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين، فقال له يحيى: أنت خيرٌ مني أنت روح الله وكلمته، تصعد مع الروح فحدثني بم يبعد من غضب الله؟ قال له عيسى: لا تغضب، قال: يا روح الله ما يبدي الغضب ويثنيه أو يعيده؟ قال: التعزز والفخر والحمية والعظمة، قال: يا روح الله! هؤلاء شدادٌ كلهن، فكيف لي بهن؟ قال: سكن الروح واكظم الغيظ، ثم قال له: وإياك واللهو غبسخط الله عليك، وإياك والزنى فإنه من غضب الرب، قال: يا روح الله! ما يبدي الزنى ويعيده أو يثنيه؟ قال: النظر والشهوة وأتباعهما، لا تكن حديد النظر إلى ما ليس لك، فإنه لن يزني فرجك ما حفظت عينيك، فإن استطعت أن لا تنظر إلى ثوب المرأة التي لا تحل لك، ولن تستطيع ذلك إلا بالله.
وعن عمران بن سليمان قال: بلغني أن عيسى قال لأصحابه: إن كنتم إخواني وأصحابي فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس، فإنكم لا تدركون ما تطلبون إلا بترك ما تشتهون، ولا تنالون