ما تشربون فإن الله عز وجل لم يخلق نفساً أعظم من رزقها، ولا جسداً أعظم من كسوته، فاعتبروا.

وعن مالك بن دينار قال: قال عيسى بن مريم: لو أن ابن آدم عمل بأعمال البر كلها وحب في الله ليس، وبغض في الله ليس، ما أغنى ذلك عنه شيئاً.

قال المقبري: كان عيسى عليه السلام يقول: يا بن آدم، إذا عملت الحسنة فاله عنها، فإنها عند من لا يضيعها. ثم تلا هذه الآية: " إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً " وإذا عملت سيئة فاجعلها نصب عينيك.

وعن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال: جاء رجلٌ إلى عيسى بن مريم فقال: يا معلم الخير! علمني شيئاً تعلمه وأجهله، ينفعني ولا يضرك. قال: وما هو؟ قال: كيف يكون العبد لله تقياً؟ قال: بيسيرٍ من الأمر؛ تحب الله حقاً من قلبك، وتعمل لله بكدحك وقوتك ما استطعت، وترحم بني جنسك رحمتك نفسك. فقال: يا معلم الخير! من بنو جنسي؟ فقال: ولد آدم كلهم، وما تحب أن لا تؤتاه فلا تأته إلى غيرك وأنت تقي لله حقاً.

كان عيسى بن مريم يقول: من كان يظن أن حرصاً يزيد في رزقه فليزد في طوله أو في عرضه أو في عدد بنانه أو ليغير لونه! ألا فإن الله خلق الخلق، فمضى الخلق لما خلق، ثم قسم الرزق فمضى الرزق لما قسم، فليست الدنيا بمعطيةٍ أحداً شيئاً ليس له، ولا بمانعةٍ أحداً شيئاً هو له، فعلسكم بعبادة ربكم فإنكم خلقتم لها.

وعن فضيل قال:

قال عيسى بن مريم: يا معشر الحواريين، إن ابن آدم خلق في الدنيا في أربع منازل، هو في ثلاث منهن بالله واثق، حسن ظنه فيهن بربه، وهو في الرابع سيئ ظنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015