وفي ذلك يقول الشاعر: من البسيط

أرى رجالاً بأدنى الدين قد قنعوا ... ولا أراهم رضوا في العيش بالدون

فاستغن باللله عن دنيا الملوك كما اس ... تغنى الملوك بدنياهم عن الدين

وعن عمرو بن قيس قال: قال عيسى بن مريم: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم وإن كانت لينة، فإن القلب القاسي بعيدٌ من الله، ولكن لا تعلمون. ولا تنظروا في ذنوب الناس كهيئة الأرباب، وانظروا في ذنوب أنفسكم كهيئة العبيد؛ فإنما الناس اثنان: مبتلى ومعافى، فاحمدوه على العافية، وارحموا المبتلى.

وعن إبراهيم التيمي قال: قال عيسى لأصحابه: بحق أقول لكم: إنه من طلب الفردوس فخبز الشعير له والنوم في المزابل مع الكلاب كثير.

وعن سالم بن أبي الجعد قال: قال عيسى بن مريم: اعملوا لله ولا تعملوا لبطونكم، انظروا إلى هذه الطير تغدو وتروح لا تحرث ولا تحصد والله يرزقها، فإن قلتم نحن أعظم بطوناً من الطير فانظروا إلى هذه الأنافر من الوحش والحمير، فإنها تغدو وتروح لا تحرث ولا تحصد، والله يرزقها. اتقوا فضول الدنيا، فإن فضول الدنيا عند الله رجز.

وعن أنس بن مالك: أن عيسى بن مريم كان يقول: لا يطيق عبدٌ أن يكون له ربان إن أرضى أحدهما أسخط الآخر، وإن أسخط أحدهما أرضى الآخر، وكذلك لا يطيق عبد أن يكون خادماً للدنيا، يعمل عمل الآخرة؛ بحق أقول لكم، لا تهتموا بما لا تأكلون ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015