وعن سفيان قال: قالوا لعيسى بن مريم: دلنا على عملٍ ندخل به الجنة؟ قال: لا تنطقوا أبداً، قالوا: لا نستطيع ذلك! قال: فلا تنطقوا إلا بخير.
وعن عيسى بن مريم أنه قال: لقد دخلت أعمال العباد عند الله في ثلاثة أحرف الذين يرجون بها الخير: في المنطق؛ والصمت؛ والنظر؛ فما كان من منطقٍ ليس فيه ذكر فهو لغو؛ وما كان من صمتٍ ليس فيه تفكير فهو سهو، وما كان من نظرٍ ليس فيه عبرةٌ فهو غفاة. فطوبى لمن كان منطقه ذكراً، وصمته تفكيراً، ونظره عبراً؛ وملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته، وأمن الناس من شره. يا بن آدم، كن وديعاً يحبك الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً، ولا تؤذي جارك تكن مسلماً، ولا تكثر الضحك فإنه يميت القلب.
وعن عبد العزيز بن حصين قال: بلغني أن عيسى بن مريم عليه السلام قال: من ساء خلقه عذب نفسه، ومن كثر كذبه ذهب جماله، ومن لاحى الرجال سقطت كرامته - وفي رواية: سقطت مروءته - ومن كثر همه سقم بدنه.
قال عيسى بن مريم عليه السلام: خذوا الحق من أهل الباطل، ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق؛ كونوا منتقدي الكلام، لكيما لا يجوز عليكم الزيوف.
وعن زكريا بن عدي قال: قال عيسى عليه السلام: يا معشر الحواريين، ارضوا بدني الدنيا مع سلامة الدين، كما رضي أهل الدنيا بدني الدين مع سلامة الدنيا.