وَلما جَاءَ نعيه حَمَّاد بن زيد بَكَى، ثمَّ قَالَ: يرحم الله أَبَا عبد الله، لقد كَانَ من الْإِسْلَام بمَكَان.
وَسُئِلَ [مَالك] عَن عمر بن عبد الله مولى غفرة، وَعَن حرَام بن عُثْمَان، وَصَالح مولى التَّوْأَمَة: لم تركت الرِّوَايَة عَنْهُم؟ فَقَالَ: أدْركْت فِي مَسْجِدنَا هَذَا سِتِّينَ أَو سبعين من التَّابِعين لم أكتب إِلَّا عَمَّن يعرف، حَلَال الحَدِيث وَحَرَامه، وزيادته ونقصانه.
وَقَالَ ابْن وهب: لَو أردْت أَن أنصرف بألواحي ملأى من عِنْد مَالك فِيمَا يسْأَل وَيَقُول: لَا أَدْرِي {لانصرفت.
قَالَ يزِيد بن هَارُون: مَا رَأَيْت أحفظ من هشيم إِلَّا سُفْيَان الثَّوْريّ.
وَقَالَ الْأَزْرَق: مَا رَأَيْت مَعَ هشيم قطّ لَا ألواحا وَلَا غَيره، إِنَّمَا يَجِيء فَيسمع، ثمَّ يقوم.
وَقَالَ مَالك: وَهل بالعراق إِلَّا ذَاك الرجل هشيم.
وَقَالَ - مرّة -: وَهل عِنْدهم أحد يحسن يحدث إِلَّا ذَاك الوَاسِطِيّ. يُرِيد هشيم بن بشير.
وَقيل لهشيم: كم كنت تحفظ يَا أَبَا مُعَاوِيَة؟ قَالَ: كنت أحفظ فِي مجْلِس وَاحِد مائَة حَدِيث، وَلَو سُئِلت عَنْهَا بعد عشر لَأَجَبْت.
وَقَالَ: من لم يحفظ الحَدِيث فَلَيْسَ هُوَ من أَصْحَاب الحَدِيث، يَجِيء أحدهم بِكِتَاب يحملهُ كَأَنَّهُ سجل مكَاتب.
وَقَالَ عبد الله بن الْمُبَارك: قلت لهشيم: مَا لَك تدلس وَقد سَمِعت؟} قَالَ: قد كَانَ كبيراك يدلسان: سُفْيَان الثَّوْريّ وَالْأَعْمَش، وَذكر أَن الْأَعْمَش لم يسمع من مُجَاهِد إِلَّا أَرْبَعَة أَحَادِيث، وَأَن [الْحجَّاج لم يسمع من] الزُّهْرِيّ شَيْئا.