كتاب حَرْمَلَة، فَأعْطَاهُ من سَمَاعه النّصْف، وَحَدِيث ابْن وهب كُله عِنْد حَرْمَلَة إِلَّا حديثان، حَدِيث ينْفَرد بِهِ أَبُو الطَّاهِر بن السَّرْح، وَحَدِيث يحدث بِهِ عَنهُ الغرباء، فَحَدِيث أبي الطَّاهِر: " كلكُمْ سيد "، وَحَدِيث الغرباء: " لَا حَلِيم إِلَّا ذُو عَثْرَة ".
قَالَ ابْن عدي: وحرملة روى عَن ابْن وهب وَالشَّافِعِيّ مَا لم يروه أحد، فَأَما ابْن وهب فَكَانَ متواريا فِي دَارهم، طلب للْقَضَاء فتوارى عِنْدهم، فَسمع مِنْهُ مَا لم يسمع أحد، فَحَدِيث ابْن وهب مقطوعه وَمُسْنَده وأصنافه ونسخه كلهَا عِنْده إِلَّا مَا ذكرت من هذَيْن الْحَدِيثين. وَحدث [عَن] الشَّافِعِي بالكتب، وبحكايات منثورة لم يروها أحد غَيره، وَكتب الشَّافِعِي الَّذِي رَوَاهُ حَرْمَلَة عَنهُ فِيهَا زيادات كَثِيرَة لَيست عِنْد أحد، وَحدث عَن غَيرهمَا مِمَّن كتب عَنهُ بِمصْر وبمكة، وَقد تبحرت حَدِيث حَرْمَلَة [الْكثير] وفتشته، فَلم أجد فِي حَدِيثه مَا يجب أَن يضعف من أَجله. وَرجل يتَوَارَى ابْن وهب عِنْدهم وَيكون حَدِيثه كُله عِنْده فَلَيْسَ يبعد أَن يعزب على غَيره من أَصْحَاب ابْن وهب كتبا ونسخا وإفرادات ابْن وهب، وَأما حمل أَحْمد بن صَالح عَلَيْهِ: فَإِن أَحْمد سمع فِي كتبه من ابْن وهب، فَأعْطَاهُ نصف سَمَاعه، وَمنعه النّصْف، فتولد بَينهمَا الْعَدَاوَة من هَذَا، فَكَانَ من يبْدَأ إِذا دخل مصر بحرملة لَا يحدثه أَحْمد بن صَالح، وَمَا رَأَيْت أحدا جمع بَينهمَا فَكتب عَنْهُمَا جَمِيعًا، ورأينا أَن من عِنْده حَرْمَلَة لَيْسَ عِنْده أَحْمد، وَمن عِنْده أَحْمد لَيْسَ عِنْده حَرْمَلَة، على أَن حَرْمَلَة قد مَاتَ سنة 44، وَمَات أَحْمد بن صَالح سنة 48.
[569] حَامِد بن آدم - من أهل مرو
وَكَانَ يكذب ويحمق فِي كذبه - / قَالَه السَّعْدِيّ.
وَقَالَ ابْن عدي: يروي عَن عبد الله بن الْمُبَارك وَمُحَمّد بن الْفضل بن عَطِيَّة وَالْفضل بن مُوسَى وَالنضْر بن مُحَمَّد وَالنضْر بن شُمَيْل وَعَامة الروَاة، وَلم أر فِي حَدِيثه إِذا روى عَن ثِقَة - شَيْئا مُنْكرا، وَإِنَّمَا يُؤْتى إِذا حدث عَن ضَعِيف.
[570] الحبطي
قَالَ ابْن معِين: الحبطي - الَّذِي كَانَ جَار السَّهْمِي - لَيْسَ بِشَيْء. (وَالله أعلم) .