أُصْبُعِي فِي أُذُنِي.
وَقَالَ شُعْبَة: روى الْحسن بن عمَارَة عَن الحكم عَن يحيى الخزاز سَبْعَة أَحَادِيث، فَلَقِيت الحكم فَسَأَلته عَنْهَا، فَقَالَ: مَا حدثت بِحَدِيث مِنْهَا.
وَقَالَ شُعْبَة: أَلا تعْجبُونَ من جرير بن حَازِم هَذَا الْمَجْنُون أَتَانِي هُوَ وَحَمَّاد بن زيد يكلماني أَن أكف / عَن ذكر الْحسن بن عمَارَة، فَأَنا أكف عَن ذكره؟ ! لَا وَالله لَا أكف عَن ذكره، وَأَنا وَالله سَأَلت الحكم عَن الصَّدَقَة تجْعَل فِي صنف وَاحِد مِمَّا سمى الله تَعَالَى، فَقَالَ: لَا بَأْس بِهِ. قلت: مِمَّن سَمِعت؟ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيم يَقُوله. وَهَذَا الْحسن ابْن عمَارَة يحدث عَن الحكم عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس، وَعَن الحكم عَن حُذَيْفَة قَالَ: لَا بَأْس بِهِ أَن يَجْعَل الرجل [الصَّدَقَة] فِي صنف وَاحِد. أَنا وَالله سَأَلت الحكم عَن قَتْلَى بدر، هَل غسلوا؟ وَهل صلي عَلَيْهِم؟ قَالَ: مَا غسلوا وَلَا صلي عَلَيْهِم. قلت: مِمَّن سمعته. قَالَ: بَلغنِي عَن الْحسن. وَهَذَا الْحسن بن عمَارَة يحدث عَن الحكم عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غسلهم وَصلى عَلَيْهِم.
وَقَالَ شُعْبَة لجرير بن حَازِم: لَا تُحَدِّثنِي عَن الْحسن بن عمَارَة بِشَيْء، فَإِنَّهُ [جَاءَ عَن الحكم بِأَحَادِيث قد وَضعهَا] .
وَقَالَ عِصَام بن دَاوُد: حَدثنِي أبي: سَمِعت الْحسن بن عمَارَة يَقُول: النَّاس كلهم فِي حل من قبلي مَا خلا شُعْبَة.
وَقَالَ عِصَام: سَأَلت أبي عَن قصَّة الْحسن وَشعْبَة، فَقَالَ: كَانَ الْحسن رجلا مُوسِرًا، وَكَانَ الحكم بن عتيبة مقلا، فضمه الْحسن بن عمَارَة إِلَى نَفسه وأجرى عَلَيْهِ الرزق، فَصَارَ الْحسن من خَاصَّة الحكم، وَكَانَ يحدثه وَلَا يمنعهُ شَيْئا عِنْده، فحدثه بقريب من عشرَة آلَاف قَضِيَّة عَن شُرَيْح وَغَيره، وَسمع شُعْبَة من الحكم شَيْئا يَسِيرا، فَلَمَّا توفّي الحكم قَالَ شُعْبَة لِلْحسنِ: من رَأْيك أَن تحدث عَن الحكم بِكُل شَيْء سمعته؟ قَالَ لَهُ الْحسن: نعم، مَا أكتم شَيْئا سمعته مِنْهُ. فَقَالَ شُعْبَة: من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى أكذب النَّاس فَلْينْظر إِلَى الْحسن بن عمَارَة. وَقبل النَّاس شُعْبَة وَتركُوا الْحسن.
وَقَالَ أَبُو الْمسَاوِر الْفضل بن الْمسَاوِر ختن أبي عوَانَة: سَمِعت الْحسن بن عمَارَة