فَدخل عَلَيْهِ نفر من أهل الْعرَاق، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْحسن {جِئْنَا نَسْأَلك عَن أَمر (نحب) أَن تجيبنا عَنهُ. قَالَ: أَظن الْمُغيرَة بن شُعْبَة يُحَدثكُمْ أَنه أحدث النَّاس عهدا برَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. قَالُوا: أجل؛ عَن ذَلِك جئْنَاك نَسْأَلك. قَالَ: كذب} أحدث النَّاس عهدا برَسُول الله قثم بن الْعَبَّاس.
وَعبد الله بن عَبَّاس
قَالَ سعيد بن جُبَير: قلت لِابْنِ عَبَّاس: إِن نَوْفًا الْبكالِي يزْعم أَن مُوسَى صَاحب بني إِسْرَائِيل لَيْسَ صَاحب الْخضر. فَقَالَ: كذب عَدو الله، حَدثنِي أبي بن كَعْب: أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: قَامَ مُوسَى خَطِيبًا فِي بني إِسْرَائِيل، فَقيل لَهُ: يَا نَبِي الله! هَل فِي النَّاس أحد هُوَ أعلم مِنْك؟ ... فَذكر الحَدِيث.
وَقَالَ طَاوس: عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ لبشير بن كَعْب - وَبشير يحدثه -: عد لحَدِيث كَذَا وَكَذَا، ثمَّ قَالَ: عد لحَدِيث كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ لَهُ بشير: مَا أَدْرِي عرفت حَدِيثي كُله وَأنْكرت ذَا، أَو أنْكرت حَدِيثي كُله، وَعرفت ذَا. قَالَ ابْن عَبَّاس: إِنَّا كُنَّا نُحدث عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذْ لم يكذب عَلَيْهِ، فَأَما إِذا ركب النَّاس الصعب والذلول تركنَا الحَدِيث عَنهُ.
وَعبد الله بن سَلام
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: أتيت الطّور فَوجدت بهَا كَعْب / الْأَحْبَار. . فَذكره بِطُولِهِ، فَلَقِيت عبد الله بن سَلام فَذكرت لَهُ أَنِّي قلت لكعب: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فِي الْجُمُعَة سَاعَة لَا يصادفها مُؤمن وَهُوَ فِي الصَّلَاة يسْأَل الله شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه ".
فَقَالَ: ذَلِك يَوْمًا فِي كل سنة. فَقَالَ عبد الله بن سَلام: كذب كَعْب. . ثمَّ ذكره إِلَى آخِره.