"إسناده حسن" غير حسن، ومما يؤكد ضعف هذه الزيادة "أعجمية"، أن الطرق الأخرى خلو منها، وقد ساقها المصنف في "الأصل" وبعضها صحيح، وسائرها لا بأس بها في الشواهد.
والحديث قد خرجته في "صحيح أبي داود" "862" و"الإيمان" لابن أبي شيبة رقم الحديث "84"، و"تخريج السنة" لابن أبي عصام "489".
وهذا الحديث صحيح بلا ريب، لا يشك في ذلك، إلا جاهل أو مغرض من ذوي الأهواء الذين كلما جاءهم نص عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يخالف ما هم عليه من الضلال، حاولوا الخلاص منه بتأويله بل تعطيله، فإن لم يمكنهم ذلك؛ حاولوا الطعن في ثبوته، كهذا الحديث، فإنه مع صحة إسناده وتصحيح أئمة الحديث إياه دون خلاف بينهم أعلمه، منهم الإمام مسلم حيث أخرجه في "صحيحه" وكذا أبو عوانة في "مستخرجه عليه" والبيهقي في "الأسماء" حيث قال عقبه "ص422": "وهذا صحيح، قد أخرجه مسلم".
ومع ذلك نرى الكوثري الهالك في تعصبه يحاول التشكيك في صحته بادعاء الاضطراب فيه، فقد علق على هذا الحديث فيما سوده على كتاب "الأسماء" بقوله "ص441-442".
"انفرد عطاء بن يسار برواية حديث القوم "كذا قال عليه ما يستحق" عن معاوية بن الحكم، وقد وقع في لفظ له كما في "كتاب العلو" للذهبي "! " ما يدل على أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم مع الجارية لم يكن إلا بإشارة، وسبك الراوي ما فهم من الإشارة في لفظ اختاره "! " فلفظ عطاء الذي يدل على ما قلنا هو: "حدثني صاحب الجارية نفسه. الْحَدِيثُ" وَفِيهِ: فَمَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ إِلَيْهَا مُسْتَفْهِمًا: مَنْ فِي السَّمَاءِ؟ قَالَتْ: الله، قال: فمن أنا، فقالت: رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: "أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مسلمة". وهذا من الدليل على أن "أين الله" لم يكن لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم"! "وقد فعلت الرواية بالمعنى في الحديث ما تراه من الاضطراب".
كذا قال، عامله الله بعدله، وأنت إذا تذكرت ما بيناه لك من صحة الحديث، وإذا علمت أن حديث عطاء عن صاحب الجارية نفسه لا يصح من قبل إسناده لأنه من رواية سعيد ابن زيد، فهو وإن كان في نفسه صدوقا، فليس قوي الحفظ، ولذلك ضعفه جمع، بل كان يحيى ابن سعيد يضعفه جدا، وقد أشار الحافظ في "التقريب" إلى هذا فقال: "صدوق له أوهام".
زد على هذا أن ما جاء في روايته من ذكر اليد والاستفهام، هو مما تفرد به دون كل من روى هذا الحديث من الرواة الحفاظ ومن دونهم. فتفرده بذلك يعده أهل العلم بالحديث منكرا بلا ريب.
فتأمل عصمني الله وإياك من الهوى، كيف اعتمد هذا الرجل "الكوثري" على هذه الرواية المنكرة، وليس هذا فقط، بل ضرب بها الرواية الثابتة المتفق على صحتها بين المحدثين. واعتبر الرواية المنكرة دليلا على ضعف واضطراب الرواية الصحيحة، فماذا يقول المؤمن عن