"ورأيت أهل الاتحاد "يعني الصوفية القائلين بوحدة الوجود" يعظمون كلامه في "منازل السائرين"، ويدعون أنه موافقهم، ذائق لوجدهم، ورامز لتصوفهم الفلسفي! وأنى يكون ذلك وهو من دعاة السنة، وعصبته آثار السلف، ولا ريب أن في "منازل السائرين" أشياء من محض المحو والفناء، وإنما مراده بذلك الفناء، الغيبة عن شهود السوى، ولم يرد عدم السوى في الخارج. وفي الجملة هذا الكتاب لون آخر غير الأنموذج الذي أطبق عليه صوفية التابعين، ودرج عليه نساك المحدثين، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم".

311- قلت: هذا هو الموافق لسنة ميلاده التي وضعتها بجانب اسم المترجم نقلا عن "التذكرة" للمؤلف رحمه الله تعالى، وهو مخالف لما في "الشذرات" "3/ 365" أنه توفي وله ثمانون سنة. والله أعلم.

159- القيرواني "؟ -؟ "

340- قال الإمام أبو بكر محمد بن الحسن الحضرمي1 القيرواني المتكلم صاحب رسالة "الإيماء إلى مسألة الاستواء" فساق فيها قول أبي جعفر محمد بن جرير، وأبي محمد بن أبي زيد، والقاضي عبد الوهاب، وجماعة من شيوخ الفقه والحديث إن الله سبحانه مستو على العرش بذاته.

قال:

"وأطلقوا في بعض الأماكن أنه فوق عرشه. ثم قال: وهذا هو الصحيح الذي أقول به من غير تحديد، ولا تمكن في مكان، ولا كون فيه ولا مماسة".

قلت: سلب هذه الأشياء وإثباتها مداره على النقل، فلو ورد شيء بذلك نطقنا به وإلا فالسكوت والكف أشبه بشمائل السلف، إذ التعرض لذلك نوع من الكيف وهو مجهول، وكذلك نعوذ بالله أن نثبت استواءه بمماسة أو تمكن بلا توقيف ولا أثر، بل نعلم من حيث الجملة أنه فوق عرشه كما ورد النص.

312- قلت: وهذا هو الذي عناه صاحب قصيدة "بدء الأمالي"، بقوله فيها:

"ورب العرش فوق العرش لكن

بلا وصف التمكن واتصال".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015