صمد لا إله غيره، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الجنة والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن الله تعالى مستو على عرشه كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وأن له وجهاً كما قال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّك} وأن له يدين كما قال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان} وأن له عينين بلا كيف كما قال: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} وأن من زعم أن أسلم الله غيره كان ضالاً، وندين أن الله يرى بالأبصار يوم القيامة كما يرى القمر ليلة البدر، يراه المؤمنون -إلى أن قال:-
وندين بأنه يقلب القلوب، وأن القلوب بين إصبعين من أصابعه، وأنه يضع السموات والأرض على أصبع، كما جاء في الحديث، -إلى أن قال:-
وأنه يقرب من خلقه كيف شاء كما قال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد} وكما قال: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} 1 ونرى مفارفة كل داعية إلى بدعة، ومجانبة أهل الأهواء، وسنحتج لما ذكرناه من قولنا وما بقي "منه" باباً باباً، وشيئاً شيئاً، ثم قال ابن عساكر:
فتأملوا رحمكم الله هذا الاعتقاد ما أوضحه وأبينه، واعترفوا بفضل هذا الإمام الذي شرحه وبينه.
276- في "التبيين" "ص152": "معتقده".
277- التبيين "ص152-163" نقله المصنف رحمه الله تعالى بتلخيص كثير، وهو في "الإبانة" من أوله "ص13".
294- وقال الحافظ ابن عساكر: وقال الإمام أبو الحسن في كتابه الذي سماه "العمد في الرؤية":
"ألفنا كتاباً كبيراً في الصفات تكلمنا فيه على أصناف المعتزلة والجهمية، فيه فنون كثيرة من الصفات في إثبات الوجه واليدين، وفي استوائه على العرش" 278