شبهة لزاهر بن أحمد هذا كما في ترجمته من "الشذرات" "3/ 131"، ولعله وهم وقصور أراد أن يعزوه للأشعري فوقف بصره عند رواية عنه، فعزاه إليه!
وزاهر هذا أحد أئمة الشافعية. مات سنة "389" وله ست وتسعون سنة.
293- قال الحافظ الحجة أبو القاسم بن عساكر في كتاب "تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري":
فإذا كان أبو الحسن رحمه الله كما ذكر عنه من حسن الاعتقاد، مستصوب المذهب عند أهل المعرفة والانتقاد، يوافقه في أكثر ما يذهب إليه أكابر العباد، ولا يقدح في مذهبه غير أهل الجهل والعناد، فلا بد أن يحكى عنه معتقده على وجهه بالأمانة، ليعلم حاله في صحة عقيدته في الديانة، فاسمع ما ذكره في كتاب "الإبانة" فإنه قال:
"الحمد لله الواحد العزيز الماجد، المتفرد بالتوحيد، المتمجد بالتمجيد، الذي لا تبلغه صفات العبيد، وليس له مثل ولا نديد ... ".
فرد في خطبته على المعتزلة والقدرية والجهمية "والرافضة". إلى أن قال: فإن قال قائل: قد أنكرتم قول المعتزلة والقدري والجهمية"1 والحرورية والرافضة والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي تقولون، وديانتكم التي بها تدينون؟ قيل له: قولنا الذي به نقول، وديانتنا التي بها ندين، التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه أحمد بن حنبل نضر الله وجهه قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون، لأنه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل، الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به المبتدعين، فرحمة الله من إمام مقدم، وكبير مفهم، وعلى جميع أئمة المسلمين.
وجملة قولنا: أن نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله، وما جاء من عند الله، ورواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نرد من ذلك شيئاً، وأن الله إله واحد فرد