إسناده ومتنه فقال: عن قتادة عن أبي قلابة عن خالد اللجلاج عن عبد الله بن عباس مرفوعا بلفظ: "رأيت ربي عز وجل، فقال: يا محمد، فيم يختصم الملأ الأعلى ... " الحديث، وفي رواية: "رأيت ربي في أحسن صورة ... " وهذه رؤيا منامية كما في بعض الروايات الأخرى على ما هو مشروح في كتابي "تخريج السنة لابن أبي عاصم" "388، 433، 469" فليراجع. والدستوائي أوثق من حماد في قتادة، فيبدو أنه لم يضبط إسناده، وحفظ متنه مختصرا، وإنما هو رأى ربه في المنام، وحديث معاذ بن جبل صريح في ذلك فإنه بلفظ:

"إني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي، فنعست في مصلاي، حتى استثقلت فإذا أنا بربي في أحسن صورة.." الحديث. أخرجه ابن خزيمة "ص143" وغيره وسنده صحيح كما حققته في المصدر السابق "388".

ومما يؤكد أن الحديث مختصر، أن ابن أبي عاصم أخرجه في "السنة" "440" عن شيخ أحمد فيه الأسود بن عامر ثنا حماد بن سلمة به زاد في آخره: "ثم ذكر كلاما".

فهذه الزيادة تصرح بأن للحديث تتمة اختصرها أحد الرواة، وغالب الظن أنه حماد، ولعله لم يحفظها، فاكتفى -أداء للأمانة العلمية- بأن يشير إليها، وهذه التتمة هي ما في الروايات الأخرى، وخصوصا حديث معاذ بن جبل، وقد صرح البيهقي بأن ما روي عن ابن عباس هو حكاية عن رؤيا رآها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام، فراجع كلامه في "الأسماء" "ص447"، وقد نقلته في "تخريج السنة" في المكان المشار إليه. والله أعلم.

80- وقال: رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مرتين.

68- قلت: هذا صحيح ثابت عن ابن عباس لكن موقوفا عليه. وقد أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "التَّوْحِيدِ" "ص131" بسند صحيح عنه، ورواه مسلم أيضا من هذا الوجه لكنه بلفظ:

"رآه بقلبه". وهو رواية لابن خزيمة من طريق أخرى عن ابن عباس.

ثم أخرجه مسلم من طريق ثالث عنه بلفظ: قال:

" {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} ، قال: رآه بفؤاده مرتين". ورواه ابن خزيمة أيضا مختصرا.

قلت: ولا يقال: حديث ابن عباس هذا وإن كان موقوفا، فهو في حكم المرفوع، لأنه لا يقال اجتهادا، فإني أقول: إن قوله إياه مفسرا به الآية المذكورة"، لأكبر دليل على أنه باجتهاد من عنده وليس له حكم المرفوع، لأنه قد صح خلافه في تفسيرها، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015