ذاك جبريل صلى الله عليه وسلم وانظر "الأسماء والصفات" للبيهقي "ص438-441".

وقد كان المصنف رحمه الله تعالى أورد في الأصل "ص50" الجملة المذكورة من حديث شريك ثم أورده بطوله "ق21/ 1-2 مخطوطة"، فحذفته لما أشرت إليه من النكارة، وقال المصنف في الموضع الثاني: "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ" اسْتَنْكَرَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ وَلَكِنَّهُ قَفَزَ الْقَنْطَرَةَ وَتَقَرَّرَ في "الصحيح". قلت: هذا مسلم فيما لم تظهر فيه عادة قادحة، وليس كذلك هنا، فتأمل.

64- أخرجه أحمد "1/ 374" والبخاري والترمذي وغيرهم.

65- قلت: فإذا ضم إلى هذا ما تقدم من قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحديث "12": "حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره". ينتج من ذلك أن هناك مانعا من رؤيته تعالى وهو النور الحاجب، وهذا هو المعنى الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله المتقدم:

"نور أنى أراه؟ ". أخرجه مسلم "1/ 111"، وإن كان باللفظ الآخر أيضا "رأيت نورا" وهو أصح كما بينته العلامة اليماني في "إيثار الحق" "ص182-183". ثم رأيت ابن القيم في "جيوشه" "ص7" نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية في معنى الحديث نحو ما ذكرته. فالحمد لله على توفيقه.

66- قلت: هذه قاعدة مسلمة في علم أصول الفقه، لكن وضعها هنا لا يستقيم عندي، لأن الذي أثبت وهو ابن عباس لم يثبت ذلك عنه صراحة، ولو أثبت، فلم يرفعه إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فهو رأي له، معارض برأي عائشة النافي للرؤية، فتعارضا، فتساقطا، كما تقول الحنفية، ولو أنهم لا يحسنون حين يقولون ذلك في الأحاديث النبوية! وحينئذ يجب الرجوع إلى الأصل وهو النفي، والإثبات لا بد له من دليل خاص وهذا غير موجود، وحديث ابن عباس يأتي قريبا بيان ما فيه مما يمنع الاحتجاج به، على أن الأصل يؤيده حديث أبي ذر المتقدم. والله أعلم.

79- حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"رَأَيْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ". إِسْنَادُهُ جيد

67- قلت: نظر المصنف رحمه الله تعالى إلى ظاهر إسناده فقواه، لأنه ساقه من طريق أحمد حَدَّثَنَا أَسْوَدُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عن ابن عباس ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم، لكن حماد بن سلمة مع جلالة قدره في حديثه عن غير ثابت شيء، ولذلك لم يخرج له مسلم إلا ما كان من روايته عن ثابت، ولذلك قال الحافظ في "التقريب".

"ثقة عابد، أثبت الناس في ثابت، وتغير حفظه بآخره. وقد خالفه هشام الدستوائي في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015