عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي ذَرٍّ: لَوْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَسَأَلْتُهُ. قَالَ: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ تَسْأَلُهُ؟ قَالَ: كُنْتُ أسأله: هل رأيت ربك؟ فقال أَبُو ذَرٍّ: قَدْ سَأَلْتُهُ فَقَالَ: "رَأَيْتُ نُورًا".

قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: فَعَلَى هَذَا يَكُونُ مَعْنَى قَوْلِهِ: "أنى أراه" أين أراه، وكيف أراه، وإنما أَرَى نُورًا.

قُلْتُ: هَذَا بِعَيْنِهِ يَنْفِي الرُّؤْيَةَ حَيْثُ يُقَرِّرُ: إِنَّمَا أَرَى نُورًا.

قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: فعائشة نفت، ومن أثبت فمعه زيادة علم.

ونقل المروزي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَسَأَلَهُ: بِمَ تَدْفَعُ قَوْلَ عَائِشَةَ؟ قَالَ: بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "رأيت ربي".

62- قلت: وأخرجه مسلم من حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ معا، وهو مخرج مع طائفة من أحاديث النزول التي أشار إليها المصنف في كتابي "إرواء الغليل" "450"، وقد ذكره ابن القيم في "الجيوش" "ص35" من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن المسيب عن أبي هريرة نحوه بزيادة "جلس على كرسيه". وهذه زيادة منكرة عندي لم أرها في غير هذا الطريق، وهو منقطع بين معمر وابن المسيب. وقد رأيت الحديث في "المسند" "2/ 267، 283" من طريق عبد الرزاق عن معمر بإسنادين آخرين له عن أبي هريرة دون الزيادة. ورواه غيره عن سعيد عن أبي هريرة دونها. أخرجه أحمد "2/ 433".

63- قلت: يشير إلى ما رواه سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ شَرِيكِ بن عبد الله ابن أبي نمر قال: سمعت أنس بن مالك يُحَدِّثُ عَنْ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.. قلت: فذكر حديث الإسراء الطويل فيه.

"وَدَنَا الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَتَدَلَّى، حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أو أدنى، فأوحى إليه ما شاء ... ".

لكن هذه الجملة من جملة ما أنكر على شريك هذا مما تفرد به عن جماير الثقات الذين رووا حديث المعراج. ولم ينسبوا الدنو والتدلي لله تبارك وتعالى، بل روت عائشة وابن مسعود رضي الله عنهما ما يدل على أن قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} إنما المراد به جبريل عليه الصلاة والسلام، روى مسلم "1/ 111" عن مسروق قال: قلت: لعائشة: فأين قوله {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} ؟ قالت: إنما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015