قسمين محمود ومذموم فالقبيح إيصاله إلى من لا يستحقه والحسن إيصاله إلى من يستحقه عقوبة له فالأول وهو المحمود منه نسبته إلى الله لا نقص فيها.
والثاني وهو المذموم لا ينسب إلى الله فمن المحمود مكره سبحانه بأهل المكر مقابلة لهم بفعلهم وجزاء لهم من جنس عملهم وكذا يقال في الكيد كما يقال في المكر. والله إنما يفعل من ذلك ما يحمد عليه عدلاً منه وحكمة.
ج- في هذه الآيات إثبات صفة العفو والقدرة والمغفرة والرحمة فالعفو اسمه تعالى وصفته ومعناه المتجاوز عن خطيئات عباده إذا تابوا وأنابوا قال تعالى (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات) . وهو قريب من الغفور لكنه أبلغ منه فإن الغفران يُنبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحو والمحو أبلغ من الستر ولما كان أكمل العفو ما كان عن مقدرة تامة على الانتقام والمؤاخذة قرن الله به اسمه تعالى العفو واسمه تعالى القدير كما في هذه الآية فلولا عفوه ما ترك على ظهرها من دابة.