ج- في هذه الآيات الكريمات إثبات العينين لله وهما من الصفات الذاتية التي لا تنفك عن الله فيجب إثباتهما لله حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته لثبوتها بالكتاب والسنة وإجماع أهل الحق والصواب، أما الكتاب فتقدم الدليل منه وأما السنة ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ليس بأعور ألا أن المسيح الدجال أعور عن اليمنى كأنها عنبة طافية" وفي الحديث الآخر "إذ قام العبد في الصلاة قام بين عيني الرحمن" وأما إفرادها في بعض النصوص وجمعها في البعض الآخر فلا حجة للمبتدعة في ذلك على نفيها ولغة العرب متنوعة في إفراد المضاف وتثنيته وجمعه بحسب أحوال المضاف إليه فإن أضافوا الواحد المتصل إلى مفرده أفردوه وإن أضافوه إلى اسم جمع ظاهر أو مضمر فالأحسن جمعه مشاكلة اللفظ كقوله (تجري بأعيننا) وإن أضيف إلى ضمير جمع جمعت كقوله (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا) وإن أضافوه إلى اسم مثنى فالأفصح في لغتهم جمعه كقوله (قد صغت قلوبكما) والله أعلم.
ج- ما جاء بلفظ الاسم على وجه التسمي به مثل الرحمن الرحيم