واللعن من الله الطرد والإبعاد عن رحمته وقوله وأعد أي هيأ له عذاباً عظيماً لعظم ذنبه والذي عليه الجمهور أن القاتل له توبة فيما بينه وبين الله، قال الله تعال: (والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق) إلى أن قال (إلا من تاب) ، وفي الآية الأخرى قال: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وقال (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً) ، وفي الحديث "إن الله يقول يا بن آدم أنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" إلى غير ذلك من الأدلة المؤيدة لمذهب الجمهور والخلاصة أن هذه الآية فيها وعيد شديد ترجف له القلوب وتنصدع له

الأفئدة وينزعج له أولو العقول فلم يرد في أنواع الكبائر التي دون الشرك الأكبر أعظم من هذا الوعيد ولا مثله والأسف هنا بمعنى الغضب والمقت شدة البغض، والانتقام المجازاة بالعقوبة مأخوذ من النقمة وهو شدة الكراهة والسخط وفي قوله ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله الآية إثبات العلل والأسباب وأن الأعمال الصالحة سبب للسعادة والأعمال السيئة سبب للشقاوة وفيها رد على من زعم أنه لا ارتباط بين العمل والجزاء.

وفيه ذم من أحب ما كرهه الله أو كره ما أحبه الله وفي الآية الأخيرة حث على الوفاء بالعهد والنهي عن الخلف في الوعد وغيره وتفاوت مقته تعالى وأن الإنسان قد يكون عدواً لله ثم يكون لله ولياً ويكون الله يبغضه ثم يحبه وهو قول أهل الحق وعليه تدل الأدلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015