ولست بإمعة في الرجال ... أسائل هذا وذا ما الخبر
ولكنن مدره الأصغرين ... جلاب خير وفراج شر
وقال رحمه الله تعالى: وفضيلة البنان يظهر سرها من حكه لا من ملاحة نقشه، ومن الغباوة أن تعظم جاهل لثقال ملبسه ورونق رقشه، أو أن تهين مهذبا في نفسه لدروس بذته ورثة فرشه.
وقال أبو هلال العسكري رحمه الله:
جلوسي في سوق أبيع وأشتري ... دليل على أن الأنام رقود
ولا خير في قوم تذل كرامهم ... ويعظم فيهم نذلهم ويسود
ويهجوهم عني رثاثة كسوتي ... هجاء قبيحا ما عليه مزيد
مثلا بعض العلماء كره أن يتحول عن بلده مع إنه لا يحب الشهرة، كان يؤثر الخمول والانقباض عن الناس، لكن خشي أن يتحول عن بلده خشية أن يعامله من لا يعرف قدره بما لا يليق به.
كان الإمام سفيان الثوري رحمه الله تعالى شديد التواضع.
يعني حتى إنه كان يقول –وقد كثر الناس حوله في مكة- فقال مرة: ضاعت الأمة حين احتيج إلي. -من شدة تواضعه-
كان يقول أيضا: لو لم يأتني أصحاب الحديث لأتيتهم في بيوتهم.
وكان يقول: لو أني أعلم أن أحدا يطلب الحديث بنية لأتيته في بيته حتى أحدثه.
وكان لا يتصدر المجالس ولكنه كان يجلس بين عامة الناس، حتى قال علي بن ثابت: ما رأيت سفيان في صدر مجلس قط.
كان يقعد من الحائط إلى جنب الحائط ويجمع بين ركبتيه.
-فهذا الشخص الذي هو قمة في التواضع، يعني الإمام سفيان الثوري رحمه الله تعالى، فكان شديد التواضع لكن في غير ذل، ولا استصغار.