فكان له خصيصة وهي أنه كان يفتش باستمرار على الطلبة الأذكياء فيعظمهم وينوه بقدرهم، يعني هذا نوع من التشجيع يفعل مفعوله في نفسية هؤلاء الطلبة، وبالتالي يشجعهم على التقدم والمزيد من الانتاج يعني ..
فانظر إلى قوله هنا وكان له إقبال على أذكياء الطلبة.
كما ذكرنا من قبل: من ضمن الاحتياجات النفسية لأي إنسان الحاجة إلى التقدير، وكلمة الشكر أو المديح هي تشبع هذه الحاجة الطبيعية، التي هي من حق كل إنسان، بل من احتياجاته الأساسية كما يحتاج إلى الطعام والشراب يحتاج إلى التقدير، أنه إذا أنجز شيئا فتبذل له كلمة طيبة، أو يدعى له بأن يجزيه الله خيرا ونحو ذلك.
كل هذا يشبع هذه الحاجة النفسية وهذا التشجيع لا علاقة له بالمديح المذموم كما سنتكلم إن شاء الله تعالى عن فقه المدح.
وكان المعلمون في الكتاتيب والمساجد وفي الأزهر الشريف إذا لمسوا في طفل النجابة والتعلم احتضنوه وساعدوه على طلب العلم، وزودوه بالمال من مالهم الخاص أو من الأوقاف.
كذا في طليعة المشجعين في العصور الإسلامية الزاهية الخلفاء والأمراء.
روى البخاري في صحيحه: «أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يدخل عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - وهو غلام حدث، كان يدخله مع أشياخ بدر .. ».
كبار أشياخ بدر من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
قال ابن عباس «فَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ».
كل منا عنده أطفال فلماذا عمر بن الخطاب يحضر هذا الغلام الصغير في مجلس الكبار؟