لأن الناس واحد من اثنين بالنسبة لفروض الكفايات.
إما قادر فيأثم إذا قصر، وإما غير قادر، فبما أنه غير قادر والواجبات منوطة بالاستطاعة فهو غير آثم لأنه عاجز، لكنه يأثم لأنه لم يشجع القادر.
فانظر إلى الأهمية العظمى للتشجيع في الإسلام بحيث أنه يصل لحد أن يكون من الفروض.
يقول الإمام الشاطبي في الاعتصام: إن هذه الواجبات واجب على الكفاية، فإن قام بها البعض سقط الوجوب عن الآخرين، وإن لم يقم بها أحد أثموا جميعا، القادر لأنه قصر، وغير القادر لأنه قصر فيما يستطيعه، وهو التفتيش عن القادر وحثه على العمل.
وحثه وتشجيعه وإعانته على القيام به، بل إجباره على ذلك.
بل إجباره على ذلك.
والله سبحانه وتعالى أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا التشجيع كما قال ماذا؟
{وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}.
{وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} (?)، الذي هو هذا التشجيع.
تسابق المسلمون في شتى العصور على تشجيع الموهوبين وكبيري الهمة بكافة صور التشجيع، فكانوا ينفقون الأموال الجزيلة لنفقة النابغين من طلاب العلم.
الذين حبسوا أنفسهم على طلبه كي يغنوهم عن سؤال الناس، أو الاشتغال عن العلم بطلب المعاش.
هذا هو الإمام أبو حيان محمد بن يوسف الغلماطي، رحمه الله تعالى، قال فيه الصفني: لم أره قط إلا يسمع أو يكتب أو ينظر في كتاب. ولم أره على غير ذلك.
وكان له إقبال على أذكياء الطلبة يعظمهم وينوه بقدرهم.